من توفي في سنة خمس وستين ومائتين من الأكابر

إبراهيم بن هانئ ، أبو إسحاق النيسابوري إبراهيم بن هانئ ، أبو إسحاق النيسابوري .

رحل في طلب العلم إلى الشام و [ بغداد ] ، ومصر ، ومكة ، واستوطن بغداد ، وحدث عن قبيصة وخلق كثير . وروى عنه : عبد الله بن أحمد ، والبغوي ، وابن صاعد ، وغيرهم . وكان ثقة صالحا ، واختفى أحمد بن حنبل في بيتهم في زمن المحنة ، فقال لابنه إسحاق : أنا لا أطيق ما يطيق أبوك من العبادة .

وعن أبو موسى الطوسي قال : سمعت ابن زنجويه يقول : قال أحمد بن حنبل : إن كان ببغداد رجل من الأبدال فأبو إسحاق النيسابوري .

وعن أبو بكر النيسابوري قال : حضرت إبراهيم بن هانئ عند وفاته ، فقال لابنه إسحاق : أنا عطشان ، فجاءه بماء ، فقال : غابت الشمس؟ قال : لا . قال : فرده . ثم قال : لمثل هذا فليعمل العاملون ، ثم خرجت روحه . توفي إبراهيم في ربيع الآخر من هذه السنة .

إبراهيم بن القعقاع ، أبو إسحاق إبراهيم بن القعقاع ، أبو إسحاق .

بغوي الأصل ، حدث عن عبيد بن إسحاق العطار ، وغيره ، روى عنه : قاسم المطرز ، والقاضي المحاملي ، وكان ثقة . توفي في ذي الحجة من هذه السنة .

إبراهيم بن محمد بن يونس بن مروان بن عبد الملك ، مولى عثمان بن عفان ، أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يونس بن مروان بن عبد الملك ، مولى عثمان بن عفان ، أبو إسحاق .

بصري قدم بغداد ، فتوفي بها في رمضان هذه السنة .

جعفر بن الوراق ، الواسطي المفلوج [جعفر بن الوراق ، الواسطي المفلوج] .

سكن بغداد ، وحدث بها عن : يعلى بن عبيد الطنافسي وغيره . روى عنه : ابن أبي داود ، والمحاملي ، ونفطويه ، وغيرهم . وكان ثقة .

وتوفي في ربيع الأول من هذه السنة .

سعدان بن نصر بن منصور ، أبو عثمان الثقفي البزاز سعدان بن نصر بن منصور ، أبو عثمان الثقفي البزاز ، اسمه : سعيد ، وغلب عليه سعدان .

سمع سفيان بن عيينة ، ووكيعا ، وأبا معاوية . روى عنه : ابن أبي الدنيا ، وابن صاعد ، والمحاملي ، وابن مخلد قال أبو حاتم الرازي : هو صدوق .

توفي في ذي القعدة من هذه السنة ، وقد جاز التسعين ] .

صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل ، [أبو الفضل] الشيباني صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل ، [أبو الفضل] الشيباني .

ولد في سنة ثلاث ومائتين ، وسمع أباه ، وأبا الوليد الطيالسي ، وعلي بن المديني . روى عنه : ابنه زهير ، والبغوي ، وكان صدوقا ثقة كريما . ولي قضاء أصبهان ، فخرج إليها ، فلما دخلها بدأ بالجامع ، فصلى فيه ركعتين ، واجتمع الناس والشيوخ ، وقرئ عليهم عهده ، فجعل يبكي بكاء شديدا ، ويقول : ذكرت أبي أن يراني في مثل هذه الحالة . وكان عليه الثياب السود ، وقال : كان أبي إذا جاءه رجل زاهد متقشف يبعث خلفي لأنظر إليه يحب أن أكون مثله . وكان إذا انصرف من مجلس الحكم يخلع سواده ، ويقول : ترى أموت وأنا علي هذا . فتوفي بأصبهان في رمضان هذه السنة ، وقيل : في سنة ست وستين ، وله حينئذ ثلاث وستون سنة .

عبد الله بن محمد بن أيوب بن صبيح أبو محمد المخرمي عبد الله بن محمد بن أيوب بن صبيح أبو محمد المخرمي .

سمع سفيان بن عيينة ، وغيره . روى عنه : عبد الرحمن بن أبي حاتم ، وقال : هو صدوق .

وعن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال : كنت بسر من رأى ، وكان عبد الله بن أيوب المخرمي يقرب إلي ، فخرج توقيع الخليفة بتقليده القضاء ، فانحدرت في الحال من سر من رأى إلى بغداد حتى دققت على عبد الله بن أيوب بابه ، فخرج إلي ، فقلت : البشرى . فقال : بشرك الله بخير ، ما هي؟ فقلت : خرج توقيع الخليفة بتقليدك القضاء لأحد البلدين : إما بغداد ، أو سر من رأى البجلي يشك - قال : فأطبق الباب ، وقال : بشرك الله بالنار . وجاء أصحاب السلطان إليه فلم يظهرهم ، فانصرفوا .

فتوفي المخرمي في [ جمادى الأولى من ] هذه السنة ، وقد جاز السبعين .

علي بن حرب بن محمد بن علي ، أبو الحسن الطائي الموصلي علي بن حرب بن محمد بن علي ، أبو الحسن الطائي الموصلي .

ولد في شعبان سنة خمس وسبعين ومائة ، ورحل في طلب الحديث إلى البلاد ، وسمع سفيان بن عيينة ، ووكيعا ، وابن فضيل ، ويزيد بن هارون ، وأحمد بن حنبل ، وغيرهم . وروى عنه : البغوي ، وابن صاعد ، والمحاملي ، وكان صدوقا ثقة .

وعن أحمد [بن علي] بن ثابت قال : كتب إلى محمد بن إدريس بن محمد الموصلي يذكر أن المظفر بن محمد الطوسي حدثهم قال : حدثنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي قال : علي بن حرب ، سمع وصنف حديثه ، وأخرج المسند ، وكان عالما بأخبار العرب وأنسابها ، أديبا شاعرا ، ووفد على المعتز بسر من رأى في سنة أربع وخمسين ومائتين ، فكتب المعتز عنه بخطه ، ودقق الكتاب فقال علي : أخذت يا أمير المؤمنين في شؤم أصحاب الحديث . فضحك المعتز أو نحوه .

أخبرنا بهذا غير واحد من شيوخنا ، وأحضره المعتز للطعام فأكل بحضرته ، وأوغر له بضياع حرب كلها فلم يزل ذلك جاريا عليه إلى أيام المعتضد .

وتوفي في شوال سنة خمس وستين ومائتين .

قال المصنف رحمه الله : وبسامراء مات ، وقد جاوز التسعين . وقيل : مات في سنة ست وستين ، والأول أصح .

علي بن الموفق العابد علي بن الموفق العابد .

حدث عن منصور بن عمار ، وأحمد بن أبي الحواري ، وكان ثقة .

وعن عبد الرحمن بن عبد الباقي قال : سمعت بعض مشايخنا يقول : قال علي بن الموفق : لما تم لي ستون حجة خرجت من الطواف ، وجلست بحذاء الميزاب ، وجعلت أتفكر لا أدري كيف حالي عند الله تعالى وقد كثر ترددي إلى هذا المكان؟ قال : فغلبتني عيني ، وكأن قائلا يقول : يا علي ، أتدعو إلى بيتك إلا من تحب؟ فانتبهت وقد سري عني ما كنت فيه .

وعن محمد بن أحمد بن المهدي قال : سمعت علي بن الموفق يقول : خرجت يوما لأؤذن ، فأصبت قرطاسا فأخذته ، فوضعته في كمي ، فأقمت وصليت ، فلما صليت قرأته ، فإذا فيه مكتوب : بسم الله الرحمن الرحيم : يا علي بن الموفق ، تخاف الفقر وأنا ربك .

وسمعت علي بن الموفق ما لا أحصيه يقول : اللهم إن كنت تعلم أني أعبدك خوفا من نارك فعذبني بها ، وإن كنت تعلم أني أعبدك حبا مني لجنتك وشوقا مني إليها فاحرمنيها ، وإن كنت تعلم أني أعبدك حبا مني لك ، وشوقا إلى وجهك الكريم ، فأبحنيه واصنع بي ما شئت ، توفي ابن الموفق في هذه السنة .

عمرو بن مسلم ، أبو حفص الزاهد النيسابوري عمرو بن مسلم ، أبو حفص الزاهد النيسابوري ، ويقال : [عمرو بن سلمة] .

وعن أبا عثمان سعيد بن إسماعيل قال : قال لي أبو حفص : اذهب فاستقرض من بعض إخواننا ألف درهم إلى شهر ، فذهبت واستقرضت ، وحملت إلى حضرته ، فوضع لعياله قوت سنة ، ثم شد الثياب وخرج إلى الحج ، فتحيرت في أمري ، وجعلت أعد الأيام وأقول : قد قرب الأجل فمن أين أؤدي هذه الألف ، فلما كان يوم التاسع والعشرين خرجت لصلاة الصبح ، فرأيت السكة من أولها إلى آخرها جوالقات سودا مطروحة والحمالون عليها قعود ، فقلت : ترى لمن هذا؟ فلما فرغت من صلاة الصبح دخل علي حمال منهم فقال : هذه الحنطة بعث بها فلان وفلان : تستعين بها في بعض حوائجك . فأمر ببيعها ، وقضيت الألف درهم عن أبي حفص ، وفضل ، فلما انصرف أبو حفص من الحج كان أول كلمة كلمني بها أن قال : إيش كان الفكر الذي شغلك شهرا ، أما جاز لك أن تثق بربك ! ؟ .

وعن أبا عثمان سعيد بن إسماعيل قال : دخلت مع أبي حفص على مريض ، فقال المريض : آه [ فقال : ممن؟ ] فسكت فقال : مع من ؟

توفي أبو حفص يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول من هذه السنة ، وقيل : بل توفي في سنة سبع وستين ، وقيل : سنة أربع وستين ، وقيل : سنة سبعين ، والأول أصح .

محمد بن عبد الرحمن ، أبو جعفر الصيرفي محمد بن عبد الرحمن ، أبو جعفر الصيرفي .

ولد سنة خمس وسبعين ومائة ، وحدث عن سفيان بن عيينة ، ويزيد بن هارون ، وشبابة بن سوار ، وغيرهم . روى عنه : محمد بن خلف ، ووكيع ، [ و ] القاضي المحاملي ، وغيرهم ، وكان ثقة .

وعن أبو الحسن أحمد بن جعفر بن محمد قال : كان أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن الصيرفي يعد من العقلاء ، وكان مذهبه في بذل الحديث : أن كان يسأل من يقصده عن مدينة بعد مدينة هل بقي فيها أحد يحدث ، فإذا قيل له : ما بقي بها محدث خرج إليها في سر ، ثم حدثهم ورجع ، وكان من الديانة على نهاية . وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة .

محمد بن مسلم بن عثمان بن عبد الله ، أبو عبد الله الرازي ، المعروف : بابن واره محمد بن مسلم بن عثمان بن عبد الله ، أبو عبد الله الرازي ، المعروف : بابن واره .

سمع خلقا كثيرا ، وحدث عنه : محمد بن يحيى الذهلي ، والبخاري ، وابن صاعد ، وكان عالما حافظا متقنا فهما ثقة ، بعيد النظر ، غير أنه كان معجبا بنفسه متكبرا على أبناء جنسه .

وعن عبد الله بن عدي قال : سمعت عبد المؤمن بن أحمد حوثرة يقول : كان أبو زرعة الرازي لا يقوم لأحد ولا يجلس أحد في مكانه إلا ابن واره ، فإني رأيته يفعل ذلك .

وعن عثمان بن خرزاذ قال : سمعت سليمان الشاذكوني يقول : جاءني محمد بن مسلم بن واره فقعد يتقعر في كلامه . قال : قلت له : من أي بلد أنت؟ قال : من أهل الري ، [ ثم قال ] : أو لم يأتك خبري ، أو لم تسمع بنبئي؟ أنا ذو الرحلتين ، قلت : من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم : "إن من الشعر حكمة ، وإن من البيان سحرا" . قال : فقال : حدثني بعض أصحابنا قال : قلت : من أصحابك؟ . قال : أبو نعيم ، وقبيصة . قال : قلت : يا غلام ، ائتني بالدرة ، قال : فأتاني الغلام بالدرة فأمرته فضربه خمسين ، فقلت : أنت تخرج من عندي ما آمن تقول حدثنا بعض غلماننا .

توفي ابن واره بالري في هذه السنة وقد وقيل : سنة سبعين .

محمد بن هارون ، أبو جعفر الفلاس ، يلقب : شيطا محمد بن هارون ، أبو جعفر الفلاس ، يلقب : شيطا .

من أهل الحفظ والمعرفة بالحديث الثقات . سمع أبا نعيم الفضل بن دكين ، ويحيى بن معين ، وغيرهما .

توفي بالنهروان في محرم هذه السنة .

يعقوب بن الليث الخارجي ، المعروف : بالصفار يعقوب بن الليث الخارجي ، المعروف : بالصفار .

الذي ذكرنا له الوقعات ، توفي بالأهواز في هذه السنة ، فحمل تابوته إلى جنديسابور ، وخلف في بيت ماله خمسين ألف ألف درهم ، وألف ألف دينار ، وكتب على قبره : هذا قبر يعقوب المسكين . وكتب على قبره :


أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت ولم تخف سوء ما يأتي به القدر     وسالمتك الليالي فاغتررت بها
وعند صفو الليالي يحدث الكدر

. أحمد بن منصور الرمادي وممن توفي فيها من الأعيان :

أحمد بن منصور الرمادي ، راوية عبد الرزاق ، وقد صحب الإمام أحمد ، وكان يعد من الأبدال ، توفي عن ثلاث وثمانين سنة .

وأبو حفص النيسابوري علي بن موفق الزاهد . ومحمد بن سحنون .

قال ابن الأثير في " كامله " : وفيها قتل أبو الفضل العباس بن الفرج الرياشي - صاحب أبي عبيدة والأصمعي - قتله الزنج بالبصرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية