ذكر حروب الأندلس وإفريقية
في سنة إحدى وسبعين ومائتين سير محمد صاحب الأندلس جيشا مع ابنه المنذر إلى مدينة بطليوس ، فزال عنها ابن مروان الجليقي ، وكان مخالفا ، كما ذكرنا ، وقصد حصن أشير غرة فتحصن به ، فأحرق المنذر بطليوس ، وسير محمد أيضا جيشا مع هاشم بن عبد العزيز إلى مدينة سرقسطة ، بها محمد بن لب بن موسى ، فملكها هاشم ، وأخرج منها محمدا ، وكان معه عمر بن حفصون الذي ذكرنا خروجه على صاحب الأندلس فصالحه .
فلما عادوا إلى قرطبة هرب عمر بن حفصون ، وقصد بربشتر مخالفا ، فاهتم صاحب الأندلس به . وفيها سارت سرية للمسلمين عظيمة بصقلية إلى رمطة ، فخربت وغنمت وسبت ، وأسرت كثيرا وعادت .
وتوفي أمير صقلية ، وهو الحسين بن أحمد ، فولي بعده سوادة بن محمد بن خفاجة التميمي ، وقدم إليها ، فسار عسكر كبير إلى مدينة قطانية فأهلك ما فيها ، وسار إلى طبرمين فقاتل أهلها ، وأفسد زرعها ، وتقدم فيها ، فأتاه رسول بطريق الروم يطلب الهدنة ، والمفاداة ، فهادنه ثلاثة أشهر ، وفاداه ثلاثمائة أسير من المسلمين ، فرجع سوادة إلى بلرم .
التالي
السابق