من توفي في سنة إحدى وسبعين ومائتين من الأكابر

بوران بنت الحسن بن سهل بوران بنت الحسن بن سهل .

زوجة المأمون ويقال : إن اسمها خديجة ، وبوران لقب لها . والصحيح الأول . عقد عليها المأمون بفم الصلح سنة ثنتين ومائتين ، ولها عشر سنين ، فنثر أبوها على الناس يومئذ بنادق المسك ، مكتوب في ورقة وسط كل بندقة اسم قرية ، أو ملك ، أو جارية ، أو غلام ، أو فرس ، فمن التقط من ذلك شيئا ملكه ، ونثر على عامة الناس الدنانير ونوافج المسك وبيص العنبر ، وأنفق على المأمون وعسكره مدة مقامه تلك الأيام خمسين ألف ألف درهم . فلما ترحل المأمون عنه أطلق له عشرة آلاف ألف درهم ، فأقطعه فم الصلح وبنى بها في سنة عشر . فلما جلس المأمون فرشوا له حصيرا من ذهب ، ونثروا على قدميه ألف حبة جوهر ، وهناك تور من ذهب فيه شمعة من عنبر زنة أربعين منا من عنبر ، فقال : هذا سرف . ونظر إلى ذلك الحب على الحصير فقال : قاتل الله أبا نواس حيث يقول في صفة الخمر :


كأن صغرى وكبرى من فواقعها حصباء در على أرض من الذهب

ثم أمر بالدر فجمع فوضعه في حجرها وقال : هذا نحلة مني لك ، وسلي حاجتك . فقالت لها جدتها : سلي سيدك فقد استنطقك . فقالت : أسأل أمير المؤمنين أن يرضى عن إبراهيم بن المهدي فرضي عنه ، ثم أراد الاجتماع بها فإذا هي حائض ، وكان ذلك في شهر رمضان ، ثم توفي المأمون في سنة ثماني عشرة ومائتين ، وتأخرت هي بعده حتى كانت وفاتها في هذه السنة ، ولها ثمانون سنة . حمدون بن [أحمد بن] عمارة ، أبو صالح القصار حمدون بن [أحمد بن] عمارة ، أبو صالح القصار .

صحب أبا تراب النخشبي [ وغيره . وعن عبد الله بن مبارك قال : سفه رجل على حمدون فسكت حمدون ، ثم قال : يا أخي ! لو نقصتني كل شيء ما نقصتني كنقصي عندي . ثم قال : سفه رجل على إسحاق الحنظلي فاحتمله ، وقال : لأي شيء تعلمنا العلم؟

وعن عبد الله بن الحجام قال : قال حمدون : إذا رأيت سكران فتمايل لئلا تبغي عليه فتبتلى بمثل ذلك .

قال السلمي : وكان أبو صالح حمدون يميل إلى مذهب سفيان الثوري ، وكتب الحديث يذهب مذهب الملامة ، كان أستاذ الجماعة فيه .

[ توفي حمدون في هذه السنة بنيسابور ، ودفن في مقبرة الحيرة ] .

سهل بن مهران بن سهل ، أبو بشر الدقاق [سهل بن مهران بن سهل ، أبو بشر الدقاق . ] .

نزل نيسابور ، وحدث بها عن أبي عبد الرحمن المقرئ وعاصم بن علي وكان ثقة وتوفي في هذه السنة ] .

عبد الله بن محمد بن حبيب ، أبو رفاعة العدوي البصري [عبد الله بن محمد بن حبيب ، أبو رفاعة العدوي البصري] .

حدث عن إبراهيم بن بشار الرمادي . روى عنه : عبد الله بن محمد بن ناجية ، وكان ثقة ، وولي القضاء ، وتوفي بشمشاط في هذه السنة ] .

علي بن سهل بن المغيرة ، أبو الحسن البزاز علي بن سهل بن المغيرة ، أبو الحسن البزاز .

سمع شجاع بن الوليد ، وأبا نعيم ، وعفان بن مسلم . روى عنه : أبو الحسين بن المنادي ، وكان صدوقا . وتوفي في هذه السنة [ وقيل : في سنة سبعين ] .

العباس بن محمد بن حاتم بن واقد ، أبو الفضل الدوري العباس بن محمد بن حاتم بن واقد ، أبو الفضل الدوري .

مولى بني هاشم ، ولد سنة خمس وثمانين ومائة . سمع شبابة ، وأبا النضر ، وعفان بن مسلم ، ويحيى بن معين . روى عنه : عبد الله بن أحمد ، وجعفر الفريابي ، والبغوي ، وابن صاعد ، وكان ثقة .

توفي في صفر هذه السنة ، وقد بلغ ثماني وثمانين سنة .

محمد بن حماد ، أبو عبد الله الرازي الطهراني [محمد بن حماد ، أبو عبد الله الرازي الطهراني] .

سمع عبد الرزاق وغيره ، وكان جوالا ، حدث بالري ، وبغداد ، والشام . روى عنه : ابن أبي الدنيا ، وغيره . وهو صدوق ثقة .

توفي بعسقلان ليلة الجمعة لثمان بقين من ربيع الآخر من هذه السنة ] .

محمد بن صالح بن عبد الرحمن أبو بكر الأنماطي [محمد بن صالح بن عبد الرحمن أبو بكر الأنماطي ، ويعرف : بكيلجة .

سمع عفان بن مسلم ، وتوفي في هذه السنة ، وقيل : سنة اثنتين ، والأول أصح ] .

محمد بن يعقوب بن الفرج أبو جعفر ، المعروف : بابن الفرخي محمد بن يعقوب بن الفرج أبو جعفر ، المعروف : بابن الفرخي .

كان من أبناء الدنيا ، وكان له مال كثير ، فأنفق الكل في طلب العلم ، وعلى الفقراء ، وكان له موضع من العلم والفقه ومعرفة الحديث ، لزم علي بن المديني ، فأكثر عنه ، وصحب أبا تراب النخشبي ، وذا النون [ المصري ] ونحوهما ، وكان يعظ في جامع الرملة .

وعن بنان بن أحمد المصري يقول : قدم ابن الفرخي إلي فقصدته ، فإذا هو في بيت مملوء كتبا فقلت [ له ] : رحمك الله اختصر لي من هذه الكتب كلمتين أنتفع بهما . فقال لي : ليكن همك مجموعا فيما يرضي الله ، فإن اعترض عليك شيء فتب من وقتك .

مطروح بن محمد بن شاكر ، أبو نصر القضاعي مطروح بن محمد بن شاكر ، أبو نصر القضاعي .

ولد سنة تسعين ومائة ، وكان ثقة . توفي في هذه السنة بالإسكندرية .

يعقوب بن إسحاق بن زياد أبو يوسف البصري ، المعروف بالفلوسي يعقوب بن إسحاق بن زياد أبو يوسف البصري ، المعروف بالفلوسي .

سمع أبا عاصم النبيل ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري ، وكان حافظا ثقة ، ضابطا ، ولي قضاء نصيبين ، فخرج إليها ودخل بغداد في طريقه ، وحدث بها ، فروى عنه ابن أبي الدنيا ، وابن أبي داود ، والمحاملي ، وابن مخلد .

وتوفي بنصيبين في جمادى الأولى من هذه السنة . وممن توفي فيها من الأعيان :

يوسف بن مسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية