ذكر من توفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين من الأكابر
أحمد بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، أبو إبراهيم الزهري
أحمد بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، أبو إبراهيم الزهري .
سمع علي بن الجعد ، وعلي بن يحيى ، وغيرهما . روى عنه : البغوي ، وابن صاعد ، والمحاملي ، وابن المنادي ، وغيرهم . وكان مذكورا بالعلم والفضل ، موصوفا بالصلاح والزهد ، ومن أهل بيت كلهم علماء محدثون .
وعن عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري قال : سمعت أبي يقول : مضى عمي [ يعني ] أبا إبراهيم الزهري – إلى أحمد بن حنبل يسلم عليه ، فلما رآه قام إليه قائما وأكرمه ، فلما مضى قال له ابنه عبد الله : يا أبت ! أبو إبراهيم شاب ، وتعمل به هذا العمل ، وتقوم إليه؟ فقال له : يا بني ! لا تعارضني في مثل هذا إلا أقوم إلى ابن عبد الرحمن بن عوف ؟ .
توفي أبو إبراهيم في محرم هذه السنة ، وقد بلغ خمسا وسبعين سنة ، ودفن في مقبرة التبانين .
حنبل بن إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد ، أبو علي الشيباني ، ابن عم أحمد بن حنبل حنبل بن إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد ، أبو علي الشيباني ، ابن عم أحمد بن حنبل .
سمع أبا نعيم ، وعاصم بن علي ، وعارم بن الفضل ، ومسددا ، والحميدي ، وابن المديني ، وخلقا كثيرا ، وله كتاب مصنف في التاريخ . روى عنه : البغوي ، وابن صاعد ،
وكان ثقة ثبتا صدوقا .
خرج إلى واسط ، وتوفي بها في جمادى الأولى من هذه السنة .
الفتح بن شخرف بن داود بن مزاحم ، أبو نصر الكشي
الفتح بن شخرف بن داود بن مزاحم ، أبو نصر الكشي .
حدث عن رجاء بن مرجي ، وأبي بكر بن زنجويه ، وغيرهما . روى عنه : أبو عمرو بن السماك ، والنجاد ، وكان من كبار الزهاد المتورعين . وقال أحمد بن حنبل : ما أخرجت خراسان مثل فتح بن شخرف .
وعن أبو الفضل الزهري قال : سمعت أبا الطيب المعلم يقول : سمعت البربهاري يقول : سمعت فتح بن شخرف] يقول : رأيت رب العزة تعالى في النوم فقال [ لي ] . يا فتح ! احذر لا آخذك على غرة . قال : فتهت في الجبال سبع سنين .
وعن أبو محمد الجريري قال : قال لي فتح بن شخرف : من إعجابي بكل شيء [ جيد ] عندي قلم كتبت به أربعين سنة ، كنت أكتب به بالنهار وبالليل ، وكانت دارنا واسعة فكنت أكتب به في القمر حتى يرتفع ، وأقعد على سلم في دارنا أرتقي عليه مرقاة مرقاة ، حتى ينتهي السلم ، فإذا تشعث رأس القلم قططته وهو عندي . فأخرج إلي أنبوبة صفر وأخرج القلم منها فأرانيه .
توفي فتح بن شخرف في شوال هذه السنة ، وقبره ظاهر في مقبرة أحمد بن حنبل ، وصلي عليه ثلاثا وثلاثين مرة ، وأقل قوم كانوا يصلون عليه خمسة وعشرون ألفا . وكان يقول في حياته : أعرف رجلا على عضو من أعضائه مكتوب "لله وإليه" ما كتبها كاتب . فلما مات رآها غاسله .
وعن الحسن بن الحسين الفقيه قال : سمعت جعفرا الخلدي يقول : سمعت أبا محمد [الحريري] يقول : غسلت الفتح بن شخرف فقلبته على يمينه ، فإذا على فخذه الأيمن مكتوب : "خلقه الله" كتابة بينة .
محمد بن يزيد ، أبو عبد الله بن ماجه مولى ربيعة محمد بن يزيد ، أبو عبد الله بن ماجه مولى ربيعة .
ولد سنة تسع ومائتين ، ورحل إلى مكة ، والبصرة ، والكوفة ، وبغداد ، والشام ، ومصر ، والري ، وسمع الكثير ، وصنف : السنن ، والتاريخ ، والتفسير ، وكان عارفا بهذا الشأن . توفي [ في ] يوم الإثنين . ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من رمضان هذه السنة ، وهو ابن أربع وستين سنة .
محمد بن أحمد بن رزين ، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن رزين ، أبو عبد الله .
حدث عن شبابة بن سوار ، وعلي بن عاصم ، ويزيد بن هارون ، وغيرهم . ومات في هذه السنة .
محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سالم ، أبو أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سالم ، أبو أمية .
بغدادي سكن طرسوس ، فقيل له : الطرسوسي ، وكان من أهل الرحلة في طلب الحديث ، وكان له فيه حسن فهم ، سمع [ عمر بن ] يونس اليمامي ، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي ، وأبا عاصم النبيل ، وأبا نعيم ، وقبيصة ، وغيرهم . روى عنه : أبو حاتم الرازي ، ووكيع القاضي ، وابن صاعد ، والمحاملي ، وغيرهم .
وكان أبو داود السجستاني يقول : أبو أمية ثقة . وقال أبو بكر الخلال : كان رجلا رفيع القدر جدا ، إماما في الحديث ، مقدما في زمانه ، توفي [ بطرسوس ] في جمادى الآخرة من هذه السنة .
محمد بن أبي عمران ، أبو يزيد الإستراباذي ، كنيته أبو يزيد محمد بن أبي عمران ، أبو يزيد الإستراباذي ، كنيته أبو يزيد .
كان فاضلا ، خيرا ، ورعا ثقة ، ولما جاءت الديالمة إلى إستراباذ باع أبو يزيد هذا أملاكه [ بإستراباذ ] وتحول [ منها ] إلى نيسابور ، وقال : قد اختلط القوت واشتبه ، فأقام فيها إلى أن مات في هذه السنة .
أبو يعقوب الشريطي ، البصري الصوفي
أبو يعقوب الشريطي ، البصري الصوفي .
كان عالما بالحديث ، حافظا لعلوم جمة ، وصحب أبا تراب النخشبي ، وكان معظما عند الناس .
وعن محمد بن إسحاق الكثيري قال : قال أبو سعيد الزيادي : دخل أبو يعقوب الشريطي - وكان من أهل البصرة - مجلس داود الأصبهاني وعليه خرقتان ، فتصدر لنفسه من غير أن يرفعه أحد ، وجلس إلى جنب داود ، فقال داود : سل يا فتى ! فقال أبو يعقوب : يسأل الشيخ عما أحب . فحرد داود فقال : عما أسألك؟ عن الحجامة أسألك؟ قال : فبرك أبو يعقوب ، ثم روى طرق
nindex.php?page=hadith&LINKID=1392 "أفطر الحاجم والمحجوم" ومن أرسله ، ومن أسنده ، ومن وقفه ، ومن ذهب إليه من الفقهاء .
وروى [ اختلاف ] طرق :
nindex.php?page=hadith&LINKID=683670 "احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وأعطى الحجام أجره" ، ولو كان حراما لم يعطه ، ثم روى طرق :
nindex.php?page=hadith&LINKID=700191 "إن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم بقرن " .
وذكر أحاديث صحيحة في الحجامة ، ثم ذكر الأحاديث المتوسطة ، مثل [ قوله ] :
nindex.php?page=hadith&LINKID=101895 "ما مررت بملأ من الملائكة" ، ومثل :
nindex.php?page=hadith&LINKID=655248 "شفاء أمتي" وما أشبه ذلك ، وذكر أحاديث ضعيفة مثل قوله : "لا يحتجم يوم كذا ولا ساعة كذا" ثم ذكر ما ذهب إليه أهل الطب من الحجامة في كل زمان ، وذكر ما ذكره الأطباء في الحجامة ، ثم قال في آخر كلامه وأول ما خرجت الحجامة من أصبهان . فقال داود [ والله ] لا حقرت أحدا بعدك . خالد بن أحمد أبي الهيثم الذهلي وفيها كانت وفاة :
خالد بن أحمد أبي الهيثم الذهلي .
الذي كان أمير خراسان في حبس المعتمد على الله وهذا الرجل هو الذي أخرج البخاري من بخارى ، فدعا عليه ، فلم يفلح بعدها ، ولم يبق في الإمرة إلا أقل من شهر حتى احتيط عليه وعلى أمواله وحواصله ، وأركب حمارا ونودي عليه في بلده ، ثم سجن ، فمات فيه في هذه السنة ، وهذا جزاء من تعرض لأهل السنة وأئمة الحديث .
إسحاق بن سيار
وممن توفي فيها - أيضا - من الأعيان : إسحاق بن سيار . وحنبل بن إسحاق ، ابن عم الإمام أحمد بن حنبل ، وأحد الرواة المشهورين عنه ، على أنه قد اتهم في بعض ما يرويه ويحكيه . والله أعلم . وأبو أمية الطرسوسي وأبو أمية الطرسوسي . والفتح بن شخرف ، أحد مشايخ الصوفية ذوي الأحوال والكرامات والمقامات والكلمات النافعات ، ووهم ابن الأثير في قوله في " كامله " : إن أبا داود صاحب " السنن " توفي في هذه السنة ، بل في سنة خمس وسبعين ، كما سيأتي .
ابن ماجه القزويني
ابن ماجه القزويني .
صاحب " السنن " ، وهو أبو عبد الله محمد بن يزيد ، ابن ماجه القزويني مولى ربيعة ، صاحب كتاب " السنن " المشهورة ، وهي دالة على عمله وعلمه وتبحره واطلاعه واتباعه للسنة النبوية في الأصول والفروع ، ويشتمل على اثنين وثلاثين كتابا ، وألف وخمسمائة باب ، ويحتوي على أربعة آلاف حديث ، كلها جياد سوى اليسير .
وقد حكي عن أبي زرعة الرازي أنه انتقد منها بضعة عشر حديثا ، ربما يقال : إنها موضوعة ، أو منكرة جدا . وله تفسير حافل وتاريخ كامل من لدن الصحابة إلى عصره .
قال أبو يعلى الخليل بن عبد الله الخليلي القزويني : أبو عبد الله محمد بن يزيد ويعرف يزيد بماجه مولى ربيعة ، عالم بهذا الشأن ، صاحب التصانيف في التاريخ ، والسنن ، ارتحل إلى العراقين ومصر والشام . ثم ذكر طرفا من مشايخه ، وقد ترجمناهم في كتابنا " التكميل " ولله الحمد والمنة .
قال : وقد روى عنه الكبار القدماء ; ابن سيبويه ، ومحمد بن عيسى الصفار ، وإسحاق بن محمد ، وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان ، وجدي أحمد بن إبراهيم ، وسليمان بن يزيد .
وقال غيره : كانت وفاته يوم الإثنين ، ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من رمضان سنة ثلاث وسبعين ومائتين عن أربع وستين سنة وصلى عليه أخوه أبو بكر ، وتولى دفنه مع أخيه الآخر أبي عبد الله ، وابنه عبد الله بن محمد بن يزيد ، رحمه الله .