مسير المعتضد إلى ماردين وملكه إياها

وفي سنة إحدى وثمانين ومائتين ولست بقين من ذي القعدة خرج المعتضد الخرجة الثانية إلى الموصل ، قاصدا لحمدان بن حمدون ، لأنه بلغه أن حمدان مال إلى هارون الشاري ، ودعا له ، فلما بلغ الأعراب ، والأكراد مسير المعتضد تحالفوا أنهم يقاتلون على دم واحد ، واجتمعوا ، وعبوا عسكرهم ، وسار المعتضد إليهم في خيله جريدة ، فأوقع بهم ، وقتل منهم ، وغرق منهم في الزاب خلق كثير .

وسار المعتضد إلى الموصل يريد قلعة ماردين ، وكانت لحمدان بن حمدون ، فهرب حمدان منها وخلف ابنه بها ، فنازلها المعتضد ، وقاتل من فيها يومه ذلك ، فلما كان من الغد ركب المعتضد فصعد إلى باب القلعة ، وصاح : يا ابن حمدان ! فأجابه ، فقال : افتح الباب ، ففتحه ، فقعد المعتضد في الباب ، وأمر بنقل ما في القلعة وهدمها ، ثم وجه خلف ابن حمدون ، وطلب أشد الطلب ، وأخذت أموال له ، ثم ظفر به المعتضد بعد عوده إلى بغداذ .

وفي عوده قصد الحسنية وبها رجل كردي يقال له شداد في جيش كثير ، قيل كانوا عشرة آلاف رجل ، وكان له قلعة ، فظفر به المعتضد وهدم قلعته .

التالي السابق


الخدمات العلمية