ذكر عدة حوادث
وفي سنة إحدى وتسعين ومائتين جاءت أخبار أن حوى وما يليها جاءها سيل فغرق نحو من ثلاثين فرسخا ، وغرق خلق كثير ، وغرقت المواشي والغلات ، وخربت القرى ، وأخرج من الغرقى ألف ومائتا نفس ، سوى من لم يلحق منهم .
وفيها
خلع المكتفي على محمد بن سليمان كاتب الجيش ، وعلى جماعة من القواد وأمرهم بالمسير إلى الشام ، ومصر لأخذ الأعمال من هارون بن خمارويه ، لما ظهر من عجزه ، وذهاب رجاله بقتل القرمطي ، فسار عن بغداذ في رجب وهو في عشرة آلاف رجل ، وجد في السير .
وفيها خرجت الترك في خلق كثير لا يحصون إلى وراء النهر ، وكان في عسكرهم سبعمائة قبة تركية ، ولا يكون إلا للرؤساء منهم ، فوجه إليهم إسماعيل بن أحمد جيشا كثيرا ، وتبعهم من المتطوعة خلق كثير ، فساروا نحو الترك ، فوصلوا إليهم وهم غارون ، فكبسهم المسلمون مع الصبح ، فقتلوا منهم خلقا عظيما لا يحصون ، وانهزم الباقون ، استبيح عسكرهم ، وعاد المسلمون سالمين غانمين .
وفيها خرج من الروم عشرة صلبان مع كل صليب عشرة آلاف إلى الثغور ، فقصد جماعة منهم إلى الحدث ، فأغاروا ، وسبوا ، وأحرقوا .
وفيها سار المعروف بغلام زرافة من طرسوس نحو بلاد الروم ، ففتح مدينة أنطالية ، وهي تعادل القسطنطينية ، فتحها بالسيف عنوة ، فقتل خمسة آلاف رجل وأسر مثلهم ، واستنفذ من الأسارى خمسة آلاف ، وأخذ لهم ستين مركبا فحمل فيها ما غنم لهم من الأموال والمتاع ، والرقيق ، وقدر نصيب كل رجل ألف دينار ، وهذه المدينة على ساحل البحر ، فاستبشر المسلمون بذلك .
وحج بالناس الفضل بن عبد الملك بن عبد الله بن العباس .