من توفي في سنة أربع وتسعين ومائتين من الأكابر

إسحاق بن حاجب بن ثابت المعدل إسحاق بن حاجب بن ثابت المعدل :

حدث عن خليفة بن خياط ، وسويد بن سعيد . روى عنه أبو بكر النجاد ، وكان ثقة . وتوفي في هذه السنة ، (وقيل: في سنة سبع وتسعين .

جعفر بن شعيب بن إبراهيم ، أبو محمد الشاشي جعفر بن شعيب بن إبراهيم ، أبو محمد الشاشي :

سمع من يحيى بن أكثم ، وغيره . قدم بغداد حاجا وحدث بها فروى عنه



إسماعيل بن علي الخطبي ، وكان ثقة . وتوفي في هذه السنة . بالشاش .

الحسين بن الكميت بن البهلول بن عمر ، أبو علي الموصلي الحسين بن الكميت بن البهلول بن عمر ، أبو علي الموصلي :

قدم بغداد وحدث بها عن غسان بن الربيع ، وابن المديني . روى عنه ابن السماك ، والخطبي ، وكان ثقة . وتوفي في هذه السنة .

الحسين بن محمد بن حاتم بن يزيد بن علي بن مروان ، أبو علي المعروف بعبيد العجل الحسين بن محمد بن حاتم بن يزيد بن علي بن مروان ، أبو علي المعروف بعبيد العجل:

وهو ابن بنت حاتم بن ميمون المعدل ، [سمع] من خلق كثير . روى عنه أبو سهل بن زياد ، وأبو بكر الشافعي وكان ثقة حافظا متقنا ، سكن قطيعة عيسى بن علي الهاشمي على دجلة ، وكان من المتقدمين في حفظ المسند خاصة .

وعن ابن عدي ، قال: سمعت أحمد بن محمد بن سعيد ، يقول: كنا نحضر مع عبيد عند الشيوخ [وهو شاب] فينتخب لنا ، فإذا أخذ الكتاب في يده طار ما في رأسه ، فنكلمه فلا يجيبنا ، فإذا خرجنا قلنا له: كلمناك فلم تجبنا . قال:



إذا أخذت الكتاب بيدي يطير ما في رأسي ، فيمر بي حديث الصحابي ، فكيف أجيبكم وأنا أحتاج أفكر في مسند ذلك الصحابي من أوله إلى آخره ، هل الحديث فيه أم لا؟ وإن لم أفعل ذلك خفت أن أزل في الانتخاب وأنتم شياطين [قد] قعدتم حولي تقولون لم انتخبت لنا هذا وهذا حدثناه فلان؟ أو كما قال .

توفي عبيد في صفر هذه السنة .

صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب ، أبو علي الأسدي مولى أسد بن خزيمة :

ولد بالكوفة سنة عشر ومائتين ، ولقي المشايخ بالشام ومصر وخراسان ، وانتقل عن بغداد فسكن بخارا ، وكان قد سمع من علي بن الجعد ، وخالد بن خداش ، وأبي نصر التمار ، وهدبة ، وابن المديني ، وغيرهم . وكان صدوقا أمينا من الحفاظ الثقات ، وكان يلقب جزرة وكان السبب أنه قرأ على بعض المشايخ في حداثته كان لأبي أمامة خرزة يرقي بها المريض ، فصحف فقال: جزرة بذلك . وتوفي ببخارا في هذه السنة وقيل: في سنة ثلاث .

محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الله [بن علي بن عبد الله] بن العباس بن عبد المطلب محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الله [بن علي بن عبد الله] بن العباس بن عبد المطلب ، أبو علي الهاشمي ، المعروف بالبياضي :

حدث عنه ابن الأنباري ، وابن مقسم . وكان ثقة ، وليس بمنسوب إلى بني بياضة فإن أولئك من الأنصار ، وإنما سمي البياضي لأنه حضر يوما مجلس الخليفة ، وكان أهل المجلس عليهم السواد ، وكان لباسه أبيض ، فقال الخليفة: من ذلك البياضي؟ فثبت ذلك الاسم عليه . وقتله القرامطة في هذه السنة .

محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد ، أبو الحسن المروزي ، المعروف بابن راهويه محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد ، أبو الحسن المروزي ، المعروف بابن راهويه :

ولد بمرو ، ونشأ بنيسابور ، وسافر البلاد ، وسمع من أبيه ، وأحمد بن حنبل ، والمشايخ . وحدث ببغداد ، فروى عنه محمد بن مخلد الدوري ، وإسماعيل بن علي الخطبي ، وعبد الباقي بن قانع ، وغيرهم . وكان عالما بالفقه ، مستقيم الحديث جميل الطريقة .

ويقال إنه مات بمرو ، وليس بصحيح وإنما الصواب ما أخبرنا به عبد الرحمن بن محمد بسنده عن محمد بن العباس ، قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع ، قال: محمد بن إسحاق بن راهويه قتلته القرامطة مرجعه من الحج سنة أربع وتسعين ومائتين ، وقد كنا سمعنا منه إذ كان بمدينتنا :

محمد بن إسحاق بن أبي إسحاق ، أبو العباس الصفار محمد بن إسحاق بن أبي إسحاق ، أبو العباس الصفار:

سمع سريج بن يونس ، وغيره وذكره الدارقطني فقال: ثقة .

محمد بن الحسن ، أبو الحسين صاحب النرسي محمد بن الحسن ، أبو الحسين صاحب النرسي :

خوارزمي الأصل ، حدث عن علي بن الجعد ، وأبي نصر التمار ، ويحيى ، وأحمد ، وابن المديني ، وغيرهم ، وفي حديثه لين . توفي بالموصل في هذه السنة .

محمد بن الحسن بن الفرج ، أبو بكر الهمداني المعدل محمد بن الحسن بن الفرج ، أبو بكر الهمداني المعدل:

قدم بغداد وحدث بها عن عبد الحميد بن عصام وغيره . روى عنه جعفر الخلدي ، وأبو بكر الشافعي ، والجعابي ، وهو صدوق .

محمد بن نصر ، أبو عبد الله المروزي الفقيه محمد بن نصر ، أبو عبد الله المروزي الفقيه :

ولد ببغداد ، ونشأ بنيسابور ، واستوطن سمرقند ، وكان أعلم الناس باختلاف الصحابة ومن بعدهم في الأحكام ، ورحل إلى الأمصار في طلب العلم . سمع يحيى بن يحيى ، وابن راهويه ، وهدبة ، وخلقا كثيرا من أهل خراسان والعراق والحجاز والشام ومصر ، وصنف التصانيف الكثيرة .

وعن أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم ، قال سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد الثقفي يقول: سمعت جدي يقول: جالست أبا عبد الله محمد بن نصر المروزي أربع سنين فلم أسمعه طول تلك المدة يتكلم في غير العلم .

قال الحاكم: وسمعت أبا عبد الله محمد بن العباس الضبي ، يقول: سمعت أبا الفضل بن إسحاق بن محمود يقول: كان أبو عبد الله المروزي يتمنى على كبر سنه أن يولد له ابن فكنا عنده يوما من الأيام ، فتقدم إليه رجل من أصحابه فساره في أذنه بشيء فرفع أبو عبد الله يديه فقال: الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل . ثم مسح وجهه بباطن كفيه ورجع إلى ما كان فيه فرأينا أنه استعمل في تلك الكلمة الواحدة ثلاث سنن: إحداها أنه سمى الولد ، والثانية أنه حمد الله تعالى على الموهبة ، والثالثة: أنه سماه إسماعيل لأنه ولد على كبر [سنه] ، وقد قال الله عز وجل: أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده .

قال الحاكم: سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ، يقول: ما رأيت أحسن صلاة من أبي عبد الله محمد بن نصر ، وكان [يقرأ] وكان الذباب يقع على أذنه ، فيسيل الدم ، فلا يذبه عن نفسه ، ولقد كنا نتعجب من حسن صلاته وخشوعه وهيئته في الصلاة كان يضع ذقنه على صدره وينتصب كأنه خشبة منصوبة .

وعن محمد بن نصر ، قال: خرجت من مصر ، ومعي جارية لي فركبت البحر أريد مكة فغرقت وذهبت مني ألفا جزء ، وصرت إلى جزيرة أنا وجاريتي قال: فما رأينا فيها أحدا ، قال: وأخذني العطش فلم أقدر على الماء وأجهدت فوضعت رأسي على فخذ جاريتي مستسلما للموت ، فإذا رجل قد جاءني ومعه كوز ، فقال لي: هاه ، فأخذت وشربت وسقيت الجارية ثم مضى ، فما أدري من أين جاء ولا أين ذهب .

وعن أحمد بن منصور الشيرازي ، قال: سمعت أحمد بن إسحاق بن أيوب الفقيه ، يقول: سمعت محمد بن عبد الوهاب الثقفي ، يقول: كان إسماعيل بن أحمد [الساماني] والي خراسان يصل محمد بن نصر المروزي في كل سنة بأربعة آلاف درهم ، ويصله أخوه إسحاق بن أحمد بأربعة آلاف درهم ، ويصله أهل سمرقند بأربعة آلاف درهم ، وكان ينفقها من السنة إلى السنة من غير أن يكون له عيال فقلت له : لعل هؤلاء القوم الذين يصلونك يبدو لهم ، فلو جمعت [من] هذا شيئا لنائبة ، فقال: سبحان الله ، أنا بقيت بمصر كذا وكذا سنة فكان قوتي وثيابي وكاغدي وحبري وجميع ما أنفقه على نفسي في السنة عشرين درهما فترى إن ذهب هذا لا يبقى ذاك .

وعن أبا الفضل محمد بن عبيد الله ، قال: سمعت الأمير أبا إبراهيم إسماعيل بن أحمد ، يقول: كنت بسمرقند فجلست يوما للمظالم وجلس أخي إسحاق إلى جنبي إذ دخل أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي فقمت له إجلالا لعلمه ، فلما خرج عاتبني أخي إسحاق ، وقال: أنت والي خراسان يدخل عليك رجل من رعيتك فتقوم إليه وبهذا ذهاب السياسة . فبت تلك الليلة وأنا متقسم القلب لذلك ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام كأني واقف مع أخي إسحاق ، إذ أقبل النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بعضدي ، وقال لي: يا إسماعيل! ثبت [الله] ملكك وملك بنيك! بإجلالك محمد بن نصر ، ثم التفت إلى إسحاق ، فقال: ذهب ملك إسحاق وملك بنيه باستخفافه بمحمد بن نصر .

استوطن محمد بن نصر نيسابور [بعد] مدة ، وكان مفتيها ، واشتغل بالعبادة ، ثم خرج إلى سمرقند فتوفي بها في محرم هذه السنة .

موسى بن هارون بن عبد الله ، أبو عمران موسى بن هارون بن عبد الله ، أبو عمران [و] يعرف والده بالجمال



ولد سنة أربع عشرة ومائتين ، وسمع أحمد [بن حنبل] ، ويحيى [بن معين] وغيرهما . [وروى عنه أكابر المحدثين والحفاظ] ، وكان إمام [أهل] عصره [وعلامة وقته] في الحفظ والمعرفة بالرجال والإتقان ، وكان ثقة [صدوقا] شديد الورع ، عظيم الهيبة ، وتوفي في شعبان هذه السنة ، ودفن بمقبرة باب حرب .

وعن [عبد] الغني بن سعيد ، قال: أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن المديني في وقته ، وموسى بن هارون في وقته ، و [علي بن عمر] الدارقطني في وقته ، [أعني موسى بن هارون هذا الذي نحن في ذكره .

قال الخطيب: ولقد سمعت أكثر مشايخنا يصفونه بالورع العظيم ، والزهد ، والتقوى ، والدين ، والطريقة الحسنة ، والمنهاج المستقيم . والله أعلم] .

التالي السابق


الخدمات العلمية