ذكر عدة حوادث
في سنة خمس وتسعين ومائتين كانت وقعة بين نجح بن جاخ وبين الأجناد بمنى ، ثاني عشر ذي الحجة ، فقتل منهم جماعة ، لأنهم طلبوا جائزة
بيعة المقتدر بالله ، وهرب الناس إلى بستان ابن عامر ، وأصاب الحجاج في عودهم عطش عظيم ( فمات ) منهم جماعة .
( وحكي أن أحدهم كان يبول في كفه ثم يشربه ) .
وفيها خرج عبد الله بن إبراهيم المسمعي عن أصبهان إلى قرية من قراها مخالفا للخليفة ، واجتمع إليه نحو ( من ) عشرة آلاف من الأكراد وغيرهم ، فأمر بدر الحمامي بالمسير إليه ، فسار في خمسة آلاف من الجند ، وأرسل إليه منصور بن عبد الله بن منصور الكاتب يخوفه عاقبة الخلاف ، فسار إليه وأدى ( إليه ) الرسالة ، فرجع إلى الطاعة ، وسار إلى بغداذ ، واستخلف على عمله بأصبهان ، فرضي عنه المكتفي بالله .
وفيها كانت وقعة للحسين بن موسى على أعراب طي ، الذين كانوا حصروا وصيفا ، على غرة منهم ، فقتل فيهم كثيرا ، وأسر .
وفيها أوقع الحسن بن أحمد بالأكراد الذين تغلبوا على نواحي الموصل ، فظفر بهم ، واستباحهم ، ونهب أموالهم ، وهرب رئيسهم إلى رءوس الجبال ، فلم يدرك .
وفيها فتح المظفر بن جاخ بعض ما كان غلب عليه الخارجي باليمن ، وأخذ رئيسا من ( رؤساء أصحابه ) ، يعرف بالحكيمي .
وفيها تم الفداء بين المسلمين والروم في ذي القعدة ، وكان عدة من فودي به من الرجال والنساء ثلاثة آلاف نفس .
وحج بالناس الفضل بن عبد الملك الهاشمي .