ذكر عدة حوادث

في سنة اثنتين وثلاثمائة غزا بشر الخادم والي طرسوس بلاد الروم ، ففتح فيها وغنم وسبى ، وأسر مائة وخمسين بطريقا ، وكان السبي نحوا من ألفي رأس .

وفيها أوقع مؤنس الخادم بناحية وادي الذئاب بمن هنالك من الأعراب من بني شيبان ، فقتل منهم خلقا كثيرا ، ونهب بيوتهم فأصاب فيها من أموال التجار التي كانوا أخذوها بقطع الطريق ما لا يحصى .

( وفيها في ذي الحجة ماتت بدعة المغنية ، مولاة عريب مولى المأمون ) . وفيها ، في ذي الحجة ، خرجت الأعراب من الحاجر على الحجاج ، فقطعوا عليهم الطريق ، وأخذوا من العين وما معهم من الأمتعة والجمال ما أرادوا ، وأخذوا مائتين وخمسين امرأة ، وحج بالناس هذه السنة الفضل بن عبد الملك .

وفيها قلد أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان الموصل .

وفيها مات الشاه بن ميكال .

وفيها ، في ليلة الأضحى ، انقض ثلاثة كواكب اثنان أول الليل وواحد آخره سوى كواكب صغار كثيرة .



وفي سنة اثنتين وثلاثمائة أمر علي بن عيسى الوزير بالمسير إلى طرسوس لغزو الصائفة فسار في ألفي فارس معونة لبشر الخادم والي طرسوس ، فلم يتيسر لهم غزو الصائفة ، فغزوها شاتية في برد شديد وثلج . وفيها قبض المقتدر على أبي عبد الله الحسين بن عبد الله المعروف بابن الجصاص الجوهري ، وأخذ ما في بيته من صنوف الأموال ، وكان قيمته أربعة آلاف ألف دينار ، وكان هو يدعي أن قيمة ما أخذ منه عشرون ألف ألف دينار وأكثر من ذلك . وفيها ختن الخليفة المقتدر خمسة من أولاده ، فغرم على هذا الختان ستمائة ألف دينار ، من ذلك خمسة آلاف نثارا ومائة ألف درهم ، وقد ختن قبلهم ومعهم خلقا من اليتامى وأحسن إليهم بالمال والكساوي ، وهذا صنيع حسن ، رحمه الله . وفيها بنى الوزير المارستان بالحربية من بغداد وأنفق عليه أموالا جزيلة جدا ، جزاه الله خيرا . وفيها:

أنه في أول يوم من المحرم ورد كتاب أبي الحسن نصر بن أحمد صاحب خراسان ، أنه واقع عمه إسحاق بن إسماعيل ، فأخذه أسيرا ، فخلع على رسوله وحملت إليه الخلع لولاية خراسان . وفي شهر رمضان أدخل أولاد المقتدر الكتاب ، وكان المؤدب أبو إسحاق إبراهيم ابن السري الزجاج .

وفى ذي القعدة دخل رجل إلى المقتدر ، وادعى أنه ابن الرضا العلوي ، فكشف عن حاله فصح أنه ابن الضبعي ، فشهر في الجانبين وحبس . وفيها : صلي العيد في جامع مصر ، ولم يكن يصلى فيه العيد قبل ذلك ، فخطب بالناس علي بن أبي شيخة من الكتاب نظرا ، وكان من غلطه أن قال : (اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مشركون ) .

وفيها : أسلم الديلم على يد الحسن بن علي العلوي الأطروش ، وكانوا مجوسا .

التالي السابق


الخدمات العلمية