ذكر عدة حوادث
في سنة ثلاث وثلاثمائة
أغارت الروم على الثغور الجزرية ، وقصدوا حصن منصور ، وسبوا من فيه وجرى على الناس أمر عظيم ، وكانت الجنود متشاغلة بأمر الحسين بن حمدان .
وفيها عاد الحجاج وقد لقوا من العطش والخوف شدة ، وخرج جماعة من العرب على أبي حامد ورقاء بن محمد المرتب ( على الثعلبية ) لحفظ الطريق ، فقاتلهم ، وظفر بهم ، وقتل جماعة منهم ، وأسر الباقين وحملهم إلى بغداذ ، فأمر المقتدر بتسليمهم إلى صاحب الشرطة ليحبسهم ، فثارت بهم العامة فقتلوهم وألقوهم في دجلة .
وفيها ظهر بالجامدة إنسان زعم أنه علوي فقتل العامل بها ونهبها ، وأخذ من دار الخراج أموالا كثيرة ، ثم قتل بعد ظهوره بيسير ، وقتل معه جماعة من أصحابه ، وأسر جماعة .
وفيها ظهرت الروم وعليهم الغثيط فأوقعوا بجماعة من مقاتلة طرسوس والغزاة ، فقتلوا منهم نحو ستمائة فارس ، ولم يكن للمسلمين صائفة .
وفيها خرج مليح الأرمني إلى مرعش ، فعاث في بلدها ، وأسر جماعة ممن حولها وعاد .
وفيها وقع الحريق ببغداذ في عدة مواضع ، فاحترق كثير منها .
وفيها
وقف المقتدر بالله أموالا جزيلة وضياعا على الحرمين الشريفين واستدعى بالقضاة والأعيان وأشهدهم على نفسه بما وقفه من ذلك . وفي ذي الحجة من هذه السنة
مرض المقتدر بالله ثلاثة عشر يوما ، ولم يمرض في خلافته مع طولها إلا هذه المرضة . وفي [يوم] الأربعاء لتسع خلون من رمضان انقطع كرسي الجسر والناس عليه فغرق خلق كثير .
وفي ليلة الجمعة لثمان بقين من رمضان انقض كوكب عظيم وبقي ضوؤه ساعة كالمقباس .