وفي سنة خمس وثلاثمائة أطلق أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان ، وإخوته ، وأهل بيته من الحبس ، وكانوا محبوسين بدار الخليفة ، وقد تقدم ذكر حبسهم وسببه .

وفيها مات العباس بن عمرو الغنوي وكان متقلدا أعمال الحرب ( بديار مصر ) ، فجعل مكانه وصيف البكتمري ، فلم يقدر على ضبط ( العمل ، فعزل ، وجعل مكانه جني الصفواني ، فضبطه أحسن ضبط ) .

وفي هذه السنة كانت بالبصرة فتنة عظيمة ، وسببها أنه كان الحسن بن الخليل بن رمال متقلدا أعمال الحرب بالبصرة ، وأقام بها سنين ، وجرت بينه وبين العامة من مضر وربيعة فتن كثيرة ، وسكنت ، ثم ثارت بينهم فتنة اتصلت ، فلم يمكنه الخروج من منزله برحبة بني نمير ، واجتمع الجند كلهم معه ، وكان لا يوجد أحد منهم ( في طريق ) إلا قتل ، حتى حوصرت ، وغورت القناة التي يجري فيها الماء إلى بني نمير ، فاضطر إلى الركوب إلى المسجد الجامع ، فقتل من العامة خلقا كثيرا .

فلما عجز عن إصلاحهم خرج هو ومعه الأعيان من أهل البصرة إلى واسط ، فعزل عنها ، واستعمل أبو دلف هاشم بن محمد الخزاعي عليها فبقي نحو سنة وصرف عنها ، ووليها سبك المفلحي نيابة عن شفيع المقتدري .

( وفيها عقد لثمال الخادم على الغزاة في بحر الروم ، وسار ) وفيها غزا جني الصفواني بلاد الروم ، فغنم ونهب وسبى وعاد سالما وحج بالناس فيها الفضل الهاشمي . وورد من مرو كتاب على السلطان أن نفرا عثروا من سور مدينة مرو على نقب ، فكشفوا عنه الكيس فوصلوا إلى أزج فأصابوا فيه ألف رأس ، وفي أذن كل رأس رقعة كتب فيها اسم صاحبه .

وفي هذه السنة: ورد على السلطان هدايا جليلة من أحمد بن هلال صاحب عمان ، وفيها أنواع الطيب ، ورماح ، وطرائف من طرائف البحر ، وطائر أسود يتكلم بالفارسية والهندية أفصح من الببغاء ، وظباء سود .

وفيها قلد أبو عمر محمد بن يوسف القضاء بالحرمين وكتب له عهده .

التالي السابق


الخدمات العلمية