ذكر القرامطة
وفي سنة إحدى عشرة وثلاثمائة قصد أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الهجري البصرة ، فوصلها ليلا في ألف وسبعمائة رجل ، ومعه السلاليم الشعر ، فوضعها على السور ، وصعد أصحابه ففتحوا الباب ، وقتلوا الموكلين به ، وكان ذلك في ربيع الآخر . وكان على البصرة سبك المفلحي ، فلم يشعر بهم إلا في السحر ، ولم يعلم أنهم القرامطة بل اعتقد أنهم عرب تجمعوا ، فركب إليهم ، ولقيهم ، فقتلوه ووضعوا السيف في أهل البصرة ، وهرب الناس إلى الكلإ ( وحاربوا القرامطة عشرة ) أيام ، فظفر بهم القرامطة ، وقتلوا خلقا كثيرا وطرح الناس أنفسهم في الماء ، فغرق أكثرهم .
وأقام أبو طاهر بها سبعة عشر يوما يقتل ويأسر من شاء من نسائها وذراريها ، ويغنم ما يختاره من أموال أهلها ، ثم عاد إلى بلده هجر وذلك لما بعث إليه الخليفة جندا من قبله فر وترك البلد يبابا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . واستعمل المقتدر على البصرة محمد بن عبد الله الفارقي ، فانحدر إليها وقد سار الهجري عنها .