ذكر عدة حوادث

في سنة اثنتى عشرة وثلاثمائة خلع المقتدر على نجح الطولوني وولي أصبهان .

وفيها ورد رسول ملك الروم بهدايا كثيرة ، ومعه أبو عمر بن عبد الباقي فطلبا من المقتدر الهدنة وتقرير الفداء فأجيبا إلى ذلك بعد غزاة الصائفة .

وفي هذه السنة خلع على جني الصفواني بعد عوده من ديار مصر . وفيها استعمل سعيد بن حمدان على المعاون والحرب بنهاوند .

وفيها دخل المسلمون بلاد الروم فنهبوا ، وسبوا ، وعادوا .

وفي هذه السنة ظهر رجل بين الكوفة وبغداد ، فادعى أنه محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وصدقه على ذلك طائفة من الأعراب والطغام ، والتفوا عليه ، وقويت شوكته في شوال ، فأرسل إليه الوزير جيشا فقاتلوه فهزموه ، وقتلوا خلقا من أصحابه ، وتفرق بقيتهم . وهذا المدعي المذكور هو رئيس الإسماعيلية وأولهم . وظفر نازوك نائب الشرطة بثلاثة من أصحاب الحلاج وهم حيدرة ، والشعراني ، وابن منصور ، فطالبهم بالرجوع ، فلم يرجعوا ، فضرب أعناقهم ، وصلبهم في الجانب الشرقي . ولم يحج في هذه السنة أحد من أهل العراق ; لكثرة خوف الناس من القرامطة ، لعنهم الله . ذكر حادثة غريبة

في هذه السنة ظهر في دار كان يسكنها المقتدر بالله إنسان أعجمي ، وعليه ثياب فاخرة ، وتحتها مما يلي بدنه قميص صوف ، ومعه مقدحة ، وكبريت ، ومحبرة ، وأقلام ، وسكين وكاغد ، وفي كيس سويق ، وسكر ، وحبل طويل من قنب ، يقال إنه دخل مع الصناع ، فبقي هناك ، فعطش ، فخرج يطلب الماء فأخذ ، فأحضروه عند ابن الفرات ، فسأله عن حاله ، فقال : لا أخبر إلا صاحب الدار ، ( فرفق به ) ، فلم يخبره بشيء ، وقال : لا أخبر إلا صاحب الدار ، فضربوه ليقرروه ، فقال : بسم الله بدأتم بالشر ؟ ولزم هذه اللفظة ، ثم جعل يقول بالفارسية : ندانم معناه لا أدري ، فأمر به فأحرق .

وأنكر ابن الفرات على نصر الحاجب هذه الحال حيث هو الحاجب ، وعظم الأمر بين يدي المقتدر ، ونسبه إلى أنه أخفاه ليقتل المقتدر ، فقال نصر : لم أقتل أمير المؤمنين وقد رفعني من الثرى إلى الثريا ؟ إنما يسعى في قتله من صادره ، وأخذ أمواله ، وأطال حبسه هذه السنين ، وأخذ ضياعه ، وصار لابن الفرات بسبب هذا حديث في معنى نصر . وفي سنة اثنتي عشرة : فتحت فرغانة على يد والي خراسان .

التالي السابق


الخدمات العلمية