من توفي في سنة ست عشرة وثلاثمائة من الأكابر

إبراهيم بن محمد بن إبراهيم ، أبو إسحاق المعمري الكوفي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم ، أبو إسحاق المعمري الكوفي :

حدث عن أبي كريب ، والحسن بن عرفة ، وغيرهما وكان أحد الشهود ، وأحد الوجوه ، وبلغ سنا عالية ، ثم توفي ببغداد في ذي الحجة من هذه السنة .

بنان بن محمد بن حمدان بن سعيد ، أبو الحسن الزاهد بنان بن محمد بن حمدان بن سعيد ، أبو الحسن الزاهد .

ويعرف : بالحمال ، سمع الحسن بن عرفة وغيره . وكان ثقة زاهدا متعبدا ، وسكن مصر ، وكانت له منزلة عند الخاصة والعامة ، وكان لا يقبل من السلطان شيئا ، وكانوا يضربون بعبادته المثل .

وعن محمد بن الحسين بن موسى ، قال: سمعت الحسن بن أحمد الرازي ، يقول : سمعت أبا علي الروذباري ، يقول : كان سبب دخولي مصر حكاية بنان ، وذاك أنه أمر ابن طولون بالمعروف فأمر أن يلقى بين يدي السبع ، فجعل السبع يشمه ولا يضره ، فلما أخرج من بين يدي السبع قيل له : ما الذي كان في قلبك حيث شمك السبع ، قال : كنت أتفكر في سؤر السباع ولعابها .

وعن عمر بن محمد بن عراك : أن رجلا كان له على رجل مائة دينار بوثيقة إلى أجل ، فلما جاء الأجل طلب الوثيقة فلم يجدها ، فجاء إلى بنان فسأله الدعاء ، فقال له : أنا رجل قد كبرت ، وأنا أحب الحلوى ، فاذهب فاشتر لي رطل معقود وجئني به حتى أدعو لك ، فذهب فاشترى له ما قال ، ثم جاء به فقال له بنان : افتح القرطاس ، ففتح الرجل القرطاس ، فإذا هو بالوثيقة ، فقال لبنان : هذه وثيقتي ، فقال : خذ وثيقتك ، وخذ المعقود وأطعمه صبيانك ، فأخذه ومضى .

توفي بنان بمصر في رمضان هذه السنة ، وخرج في جنازته أكثر أهل البلد .

داود بن الهيثم بن إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان ، أبو سعد التنوخي الأنباري داود بن الهيثم بن إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان ، أبو سعد التنوخي الأنباري :

سمع جده إسحاق ، وعمر بن شبة ، روى عنه ابن المظفر الحافظ وكان فصيحا نحويا لغويا حسن العلم بالعروض واستخراج المعمى ، وصنف كتبا في اللغة والنحو ، على مذهب الكوفيين ، وله كتاب كبير في خلق الإنسان ، وكان أخذ عن يعقوب بن السكيت وثعلب ، وكان يقول الشعر الجيد .

ولد بالأنبار ، وتوفي بها في هذه السنة ، وله ثمان وثمانون سنة .



الزبير بن محمد بن أحمد بن سعيد ، أبو عبد الله الحافظ الزبير بن محمد بن أحمد بن سعيد ، أبو عبد الله الحافظ .

سمع عباسا الدوري ، وعبد الله بن أبي سعد الوراق روى عنه الطبراني ، وابن شاهين . وكان ثقة . وتوفي في هذه السنة .

عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، أبو بكر بن أبي داود السجستاني عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، أبو بكر بن أبي داود [السجستاني .

محدث العراق وابن إمامها في عصره ، ولد سنة ثلاثين ومائتين ، وحدثه أبوه ، وطوف به شرقا وغربا ، وسمعه من علماء الوقت ، وصنف الكتب ، وكان عالما فهما من كبار الحفاظ ، نصب له السلطان منبرا فحدث عليه ، وكان في وقته مشايخ علماء لكنهم لم يبلغوا في الإتقان ما بلغ ، وكان عيسى بن علي بن عيسى الوزير يحدث في داره ، فيقول : حدثنا البغوي في ذلك الموضع ، ويشير إلى بقعة في الدار ، وحدثنا ابن صاعد ويشير إلى بقعة ، فيقول : في ذلك المكان ، فيذكر جماعة ، ويشير إلى مواضعهم ، فقيل له : ما لك لا تذكر ابن أبي داود ؟ فقال : ليته إذا مضينا إلى داره كان يأذن لنا في الدخول .

وعن أبو القاسم الأزهري ، قال سمعت أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، يقول : خرج أبو بكر بن أبي داود إلى سجستان في أيام عمرو بن الليث ، فاجتمع إليه أصحاب الحديث ، وسألوه أن يحدثهم فأبى ، وقال : ليس معي كتاب ، فقالوا له : ابن أبي داود وكتاب ؟ قال :

فأثاروني ، فأمليت عليهم ثلاثين ألف حديث من حفظي ، فلما قدمت بغداد قال البغداديون : مضى ابن أبي داود إلى سجستان ، ولعب بالناس ثم فيجوا فيجا اكتروه بستة دنانير إلى سجستان ليكتب لهم النسخة ، فكتبت ، وجيء بها إلى بغداد ، وعرضت على الحفاظ ، فخطئوني في ستة أحاديث منها ثلاثة أحاديث حدثت بها كما حدثت ، وثلاثة أحاديث أخطأت فيها .

وعن أحمد بن محمد العتيقي ، قال : سمعت طلحة بن محمد بن جعفر ، يقول : سمعت أبا بكر بن أبي داود ، يقول : مررت يوما بباب الطاق فإذا رجل يعبر الرؤيا ، فمر به رجل فأعطاه قطعة ، وقال له : رأيت البارحة كأني أطالب بصداق امرأة ولم أتزوج قط ، فرد عليه القطعة وقال : ليس لهذه جواب ، فتقدمت إليه فقلت له : خذ منه القطعة حتى أفسر لك ، فأخذ القطعة فقلت للرجل : أنت تطالب بخراج أرض ليست لك ، فقال : هو ذا والله ، معي العون .

توفي أبو بكر يوم الاثنين سابع عشر ذي الحجة من هذه السنة ، وهو ابن ست وثمانين سنة وستة أشهر وأيام ، وصلى عليه زهاء ثلاثمائة ألف ، ثم صار الواصلون يصلون عليه حتى صلي عليه ثمانين مرة حتى أنفذ المقتدر بنازوك ، فخلص جنازته ودفن في مقابر باب البستان ، وخلف له ثلاثة بنين وثلاث بنات .

محمد بن إسحاق ، أبو العباس الصيرفي ، الشاهد محمد بن إسحاق ، أبو العباس الصيرفي ، الشاهد :

حكى عن الزبير بن بكار . وتوفي في شوال هذه السنة .

محمد بن جعفر بن محمد بن المهلب ، أبو الطيب الديباجي محمد بن جعفر بن محمد بن المهلب ، أبو الطيب الديباجي :

سمع يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، والحسن بن عرفة وغيرهما . روى عنه أبو بكر الشافعي ، وابن المظفر الحافظ . [وكان ثقة ومات في هذه السنة ] .

محمد بن جعفر بن حمكويه ، أبو العباس الرازي محمد بن جعفر بن حمكويه ، أبو العباس الرازي :

قدم بغداد وحدث بها عن أبي حاتم الرازي ، ويحيى بن معاذ حكايات ، روى عنه أبو حفص الكتاني وغيره .

محمد بن جعفر ، أبو بكر العطار النحوي محمد بن جعفر ، أبو بكر العطار النحوي :

من أهل المخرم ، حدث عن الحسن بن عرفة ، وعباس الدوري . روى عنه محمد بن المظفر ، وعلي بن عمر الدارقطني .

محمد بن جعفر بن حمدان ، أبو الحسن القماطري محمد بن جعفر بن حمدان ، أبو الحسن القماطري :

حدث عن أبي عتبة أحمد بن الفرج الحمصي وغيره . روى عنه ابن المظفر ، والدارقطني .

محمد بن السري ، أبو بكر النحوي ، المعروف بابن السراج محمد بن السري ، أبو بكر النحوي ، المعروف بابن السراج

كان أحد العلماء المذكورين بالأدب وعلم العربية ، وصحب المبرد . وروى عنه السيرافي والرماني ، وكان ثقة .

وعن علي بن عيسى بن علي النحوي ، قال : كان أبو بكر ابن السراج يقرأ عليه كتاب الأصول الذي صنفه ، فمر فيه باب فاستحسنه بعض الحاضرين ، فقال : هذا والله أحسن من كتاب المقتضب ، فأنكر عليه أبو بكر ذلك ، وقال : لا تقل هذا وتمثل ببيت ، وكان كثيرا ما يتمثل في ما يجري له من الأمور بأبيات حسنة فأنشد حينئذ :


ولكن بكت قبلي فهاج لي البكا بكاها فقلت الفضل للمتقدم



قال : وحضر في يوم من الأيام بني له صغير ، فأظهر من الميل إليه والمحبة له فأكثر ، فقال له بعض الحاضرين : أتحبه ، فقال متمثلا :


أحبه حب الشحيح ماله     قد كان ذاق الفقر ثم ناله



توفي في ذي الحجة من هذه السنة .

نصر الحاجب نصر الحاجب :

حجب المقتدر بالله ، وتقدم عنده ، وكان دينا عاقلا ، وخرج إلى لقاء القرامطة محتسبا فأنفق من ماله مائة ألف دينار إلى ما أعطاه السلطان ، فاعتل في الطريق .

ومات في هذه السنة ، فحمل إلى بغداد في تابوت .

وممن توفي فيها من الأعيان :

محمد بن خريم ، ومحمد بن عقيل البلخي . وفيها مات أبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الأسفرايني ، وله مسند مخرج على صحيح مسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية