ذكر عدة حوادث
في سنة ثماني عشرة وثلاثمائة شغب الفرسان ، وتهددوا بخلع الطاعة ، فأحضر المقتدر قوادهم بين يديه ، ووعدهم الجميل ، وأن يطلق أرزاقهم في الشهر المقبل ، فسكنوا ، ثم شغب الرجالة ، فأطلقت أرزاقهم .
وفيها
خلع المقتدر على ابنه هارون ، وركب معه الوزير ، والجيش ، وأعطاه ولاية فارس وكرمان وسجستان ومكران .
وفيها أيضا خلع على ابنه أبي العباس ، وأقطعه بلاد الغرب ومصر ، والشام ، وجعل مؤنسا المظفر يخلفه فيها .
وفيها صرف ابنا رائق عن الشرطة ، وقلدها أبو بكر محمد بن ياقوت .
وفيها وقعت فتنة بنصيبين بين أهل باب الروم والباب الشرقي ، واقتتلوا قتالا شديدا ، وأدخلوا إليهم قوما ( من العرب ) والسواد فقتل بينهم جماعة ، وأحرقت المنازل والحوانيت ، ونهبت الأموال ، ونزل بهم قافلة عظيمة تريد الشام ، فنهبوها .
وفيها :
أنه هبت ريح من المغرب في آذار حملت رملا أحمر يشبه رمل الصاغة ، فامتلأت منه أسواق بغداد الجانبين وسطوحها ومنازلها ، وقيل : إنه من جبلي زرود . وحج بالناس في هذه السنة عبد السميع بن أيوب بن عبد العزيز الهاشمي ، وخرج الحجيج بخفارة وبذرقة حتى سلموا في الذهاب والإياب من القرامطة . ولله الحمد .