ذكر عدة حوادث

في سنة تسع عشرة وثلاثمائة في شوال ، جاء إلى تكريت سيل كبير من المطر نزل في البر ، فغرق منها أربعمائة دار ودكان ، وارتفع الماء في أسواقها أربعة عشر شبرا ، وغرق خلق كثير ( من الناس ، ودفن ) المسلمون والنصارى مجتمعين لا يعرف بعضهم من بعض .

وفيها هاجت بالموصل ريح شديدة فيها حمرة شديدة ، ثم اسودت حتى لا يعرف الإنسان صاحبه ، وظن الناس أن القيامة قد قامت ، ثم جاء ( الله تعالى بمطر فكشف ذلك ) . في المحرم من هذه السنة دخل الحجيج بغداد وقد خرج مؤنس الخادم إلى الحج في هذه السنة في جيش كثيف ، خوفا من القرامطة ، ففرح المسلمون بذلك ، وزينت بغداد يومئذ ، وضربت الخيام والقباب لمؤنس الخادم ، وقد بلغ مؤنسا في أثناء الطريق أن القرامطة أمامه ، فعدل بالناس عن جادة الطريق ، فأخذ بهم في شعاب وأودية ، فتاهوا هنالك أياما ، فشاهد الناس هنالك عجائب وغرائب ; رأوا عظاما في غاية الضخامة ، وشاهدوا ناسا قد مسخوا حجارة ، ورأى بعضهم امرأة واقفة على تنور قد مسخت حجرا والتنور قد صار حجرا ، وحمل مؤنس من ذلك شيئا كثيرا إلى الحضرة ليصدق ما يخبر به من ذلك . فيقال : إنهم من قوم عاد أو من ثمود . فالله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية