وقال ابن الجوزي : وخرج التشرينان والكانونان من هذه السنة ولم تمطر بغداد فيها بشيء سوى مطرة واحدة لم يسل منها ميزاب ، فغلت الأسعار ببغداد حتى بيع الكر بمائة وثلاثين دينارا ، ووقع الفناء في الناس حتى كان الجماعة يدفنون في القبر الواحد من غير غسل ولا صلاة ، وبيع العقار والأثاث بأرخص الأسعار ، واشتري بالدرهم ما كان يساوي الدينار ، ورأت امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامها ، وهو يأمرها بخروج الناس إلى الصحراء لصلاة الاستسقاء ، فأمر الخليفة بامتثال ذلك ، فصلى الناس واستسقوا ، فجاءت الأمطار ، فزادت الفرات شيئا لم ير مثله ، وغرقت العباسية ، ودخل الماء شوارع ببغداد ، فسقطت القنطرة العتيقة والجديدة ، وقطعت الأكراد على قافلة من خراسان الطريق ، فأخذوا منهم ما قيمته ثلاثة آلاف دينار ، وكان أكثر ذلك من أموال بجكم التركي . وزادت الفرات زيادة لم يعهد مثلها ، وغرقت العباسية ، ودخل الماء شوارع بغداد فسقطت القنطرة العتيقة والجديدة .
التالي
السابق