وفي رمضان من هذه السنة كانت وفاة أبي طاهر سليمان بن أبي سعيد الحسن الجنابي الهجري القرمطي رئيس القرامطة ، لعنه الله ، وهذا هو الذي قتل الحجيج حول الكعبة وفيها ، وسلبها ستورها وبابها وحليتها ، واقتلع الحجر الأسود من ركنها ، وحمله إلى بلده هجر وهو في هذه المدة كلها عنده من سنة سبع عشرة كما ذكرنا ، ولم يرده إلى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة كما سيأتي . ولما مات أبو طاهر هذا قام بالأمر من بعده في القرامطة إخوته الثلاثة ; وهم أبو العباس الفضل ، وأبو القاسم سعيد ، وأبو يعقوب يوسف ، بنو أبي سعيد الجنابي ، لعنهم الله ، وكان أبو العباس ضعيف البدن ، مقبلا على قراءة الكتب ، وكان أبو يعقوب مقبلا على اللهو واللعب ، ومع هذا كلمة الثلاثة واحدة لا يختلفون في شيء ، وكان لهم سبعة من الوزراء متفقون أيضا ، قبحهم الله أجمعين .

التالي السابق


الخدمات العلمية