ذكر حرب تكين وناصر الدولة

لما هرب ناصر الدولة من الأتراك ولم يقدروا عليه ، اتفقوا على تأمير تكين الشيرازي ، وقبضوا على ابن قرابة ، وعلى كتاب ناصر الدولة ( ومن تخلف من أصحابه ، وقبض ناصر الدولة ) على ابن شيرزاد عند وصوله إلى جهينة ، ولم يلبث ناصر الدولة بالموصل بل سار إلى نصيبين ، ودخل تكين والأتراك إلى الموصل ، وساروا في طلبه ، فمضى إلى سنجار ، فتبعه تكين إليها ، فسار ناصر الدولة من سنجار إلى الحديثة ، فتبعه تكين .

وكان ناصر الدولة قد كتب إلى معز الدولة يستصرخه ، فسير الجيوش إليه ، فسار ناصر الدولة من الحديثة إلى السن ، فاجتمع هناك بعسكر معز الدولة ، وفيهم وزيره أبو جعفر الصيمري ، وساروا بأسرهم إلى الحديثة لقتال تكين ، فالتقوا بها ، واقتتلوا قتالا شديدا ، فانهزم تكين والأتراك بعد أن كادوا يستظهرون ، فلما انهزموا ، تبعهم العرب من أصحاب ناصر الدولة ، فأدركوهم وأكثروا القتل فيهم ، وأسروا تكين الشيرازي وحملوه إلى ناصر الدولة ، فسمله في الوقت فأعماه ، وحمله إلى قلعة من قلاعه فسجنه بها .

وسار ناصر الدولة والصيمري ( إلى الموصل فنزلوا شرقيها ، وركب ناصر الدولة إلى خيمة الصيمري ) ، فدخل إليه ثم خرج من عنده إلى الموصل ، ولم يعد إليه . فحكي عن ناصر الدولة أنه قال : ندمت حين دخلت خيمته ، فبادرت وخرجت .

وحكي عن الصيمري أنه قال : لما خرج ناصر الدولة من عندي ، ندمت حيث لم أقبض عليه ، ثم تسلم الصيمري بن شيرزاد من ناصر الدولة ألف كر حنطة وشعيرا وغير ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية