ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

2528 - أشهب بن عبد العزيز بن داود بن إبراهيم ، أبو عمرو العامري .

أحد الفقهاء منسوب إلى عامر بن صعصعة وكذلك قبيصة بن عقبة ، ويقال:

العامري ، وينسب إلى عامر بن لؤي ، منهم حسل العامري ، وعباس ، وغيرهما ، ويقال: العامري منسوبا إلى عامر بن عدي في تجيب منهم إبراهيم بن سعيد بن عروة ، توفي أشهب في شعبان هذه السنة .

2529 - عبيد الله بن الحسين بن دلال بن دلهم ، أبو الحسن الكرخي كرخ جدان

ولد سنة ستين ومائتين ، وسكن بغداد ، ودرس بها فقه أبي حنيفة وحدث عن إسماعيل بن إسحاق القاضي ، روى عنه ابن حيويه ، وابن شاهين ، وانتهت إليه رياسة أصحاب أبي حنيفة ، وانتشر أصحابه في البلاد ، وكان متعبدا ، كثير الصلاة والصوم ، صبورا على الفقر ، عزوفا عما في أيدي الناس ، إلا أنه كان رأسا في الاعتزال .

قال أبو القاسم علي بن محمد بن علان الواسطي : لما أصاب أبا الحسن [الكرخي] الفالج في آخر عمره حضرته وحضر أصحابه أبو بكر الدامغاني ، وأبو علي الشاشي ، وأبو عبد الله البصري فقالوا: هذا مرض يحتاج إلى نفقة وعلاج [وهو مقل] لا نحب أن نبذله للناس فيجب أن نكتب إلى سيف الدولة ونطلب منه ما ينفق عليه ، ففعلوا ذلك فأحس أبو الحسن بما هم فيه ، فسأل عن ذلك فأخبر به ، فبكى وقال: اللهم لا تجعل رزقي إلا من حيث عودتني . فمات قبل أن يحمل سيف الدولة له شيئا ، ثم ورد كتاب سيف الدولة ومعه عشرة آلاف درهم ، ووعد أن يمد بأمثاله فتصدق به .

توفي الكرخي في شعبان هذه السنة ، وصلى عليه أبو تمام الحسن بن محمد الزينبي وكان من أصحابه ودفن بإزاء مسجده بحذاء مسجد في درب أبي زيد على نهر الواسطيين



2530 - محمد بن أحمد بن [محمد] بن عبد الرحمن ، أبو الفتح المصري .

ولد سنة أربع وسبعين ومائتين ، وسمع الكثير ، وكتب ، واحترقت كتبه دفعات ، وروى شيئا كثيرا .

عن: أبي علي الحسن بن أحمد الباقلاوي أن المصري كان يشتري من الوراقين الكتب التي لم يكن سمعها ، ويسمع فيها لنفسه توفي المصري ببغداد يوم الجمعة تاسع محرم هذه السنة .

2531 - محمد بن صالح بن هانئ بن زيد ، أبو جعفر الوراق .

سمع الحديث الكثير ، وكان له فهم وحفظ ، وكان من الثقات الزهاد ، لا يأكل إلا من كسب يده .

قال أبو عبد الله بن يعقوب الحافظ: صحبت محمد بن صالح سنين ما رأيته أتى شيئا لا يرضاه الله ، ولا سمعت منه شيئا يسأل عنه ، وكان يقوم أكثر الليل .

وتوفي في ربيع الأول من هذه السنة . الزجاجي مصنف " الجمل " ، وهو أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق النحوي البغدادي الأصل ، ثم الدمشقي

مصنف " الجمل " في النحو ، وهو كتاب نافع ، كثير الفائدة ، صنفه بمكة ، وكان يطوف بعد كل باب منه ، ويدعو الله تعالى أن ينفع به .

أخذ النحو أولا عن محمد بن العباس اليزيدي ، وأبي بكر بن دريد ، وابن الأنباري .

وكانت وفاته في رجب سنة سبع ، وقيل : سنة تسع وثلاثين . وقيل : سنة أربعين . توفي في دمشق وقيل : بطبرية . وقد شرحت " الجمل " بشروح كثيرة ، من أحسنها وأجمعها ما وضعه ابن عصفور . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية