ذكر مرض معز الدولة وما فعله ابن شاهين

كان قد عرض لمعز الدولة في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين [ وثلاثمائة ] مرض يسمى فريافسمس ، وهو دوام الإنعاظ مع وجع شديد في ذكره ، مع توتر أعصابه ، وكان معز الدولة خوارا في أمراضه ، فأرجف الناس به ، واضطربت بغداذ ، فاضطر إلى الركوب ، فركب في ذي الحجة على ما به من شدة المرض ، فلما كان في المحرم من سنة أربع وأربعين وثلاثمائة ، أوصى إلى ابنه بختيار ، وقلده الأمر بعده ، وجعله أمير الأمراء .

وبلغ عمران بن شاهين أن معز الدولة قد مات ، واجتاز عليه مال يحمل إلى معز الدولة من الأهواز ، وفي صحبته خلق كثير من التجار ، فخرج عليهم فأخذ الجميع ، فلما عوفي معز الدولة ، راسل ابن شاهين في المعنى ، فرد عليه ما أخذه له ، وحصل له أموال التجار ، وانفسخ الصلح بينهما ، وكان ذلك في المحرم .

التالي السابق


الخدمات العلمية