ذكر
عصيان أهل حران في هذه السنة ( في صفر ) ، امتنع أهل حران على صاحبها هبة الله بن ناصر الدولة بن حمدان ، وعصوا عليه .
وسبب ذلك أنه كان متقلدا لها ولغيرها من ديار مضر من قبل عمه سيف الدولة ، فعسفهم نوابه وظلموهم ، وطرحوا المتعة على التجار من أهل حران ، وبالغوا في ظلمهم .
وكان هبة الله عند عمه سيف الدولة بحلب ، فثار أهلها على نوابه وطردوهم ، فسمع هبة الله بالخبر ، فسار إليهم وحاربهم ، وحصرهم ، فقاتلهم وقاتلوه أكثر من شهرين ، فقتل منهم خلق كثير ، فلما رأى سيف الدولة شدة الأمر واتصال الشر ، قرب منهم وراسلهم ، وأجابهم إلى ما يريدون ، فاصطلحوا وفتحوا أبواب البلد ، وهرب منه العيارون خوفا من هبة الله .