وحكى ابن الجوزي في " المنتظم " عن ثابت بن سنان المؤرخ ، قال : حدثني جماعة من أهل الموصل ممن أثق بهم أن بعض بطارقة الأرمن أنفذ في سنة ثنتين وخمسين وثلاثمائة إلى ناصر الدولة بن حمدان رجلين من الأرمن ملتصقين ، سنهما خمس وعشرون سنة ، ملتحمين ومعهما أبوهما ، ولهما سرتان وبطنان ومعدتان ، وجوعهما يختلف ، وكان أحدهما يميل إلى النساء ، والآخر يميل إلى الغلمان ، وكان يقع بينهما خصومة وتشاجر ، وربما حلف أحدهما لا يكلم الآخر ، فيمكث كذلك أياما ، ثم يصطلحان ، فوهبهما ناصر الدولة ألفي درهم ، وخلع عليهما ، ودعاهما إلى الإسلام ، فيقال : إنهما أسلما . وأراد أن يبعثهما إلى بغداد ليراهما الناس ، ثم رجع عن ذلك ، ثم إنهما رجعا إلى بلدهما مع أبيهما ، فاعتل أحدهما ، ومات وأنتن ريحه ، وبقي الآخر لا يمكنه التخلص منه ، وقد كان اتصال ما بينهما من الخاصرتين ، وقد كان ناصر الدولة أراد فصل أحدهما عن الآخر ، وجمع الأطباء لذلك فلم يمكن ، فلما مات أحدهما حار أبوهما في فصله عن أخيه ، فاتفق اعتلال الآخر من غمه ونتن رائحة أخيه ، فمات غما ، فدفنا جميعا في قبر واحد .

التالي السابق


الخدمات العلمية