وفي هذه السنة دخل ملك الروم إلى طرابلس فأحرق كثيرا منها ، وملك قلعة عرقة ونهبها وسبى أهلها وكان في قلعتها صاحب طرابلس كان لجأ إليها حين أخرجه أهل طرابلس منها لشدة ظلمه ، فأسرته الروم ، واستحوذوا على جميع أمواله وحواصله ، وكانت كثيرة جدا ، ثم مالوا على السواحل ، فملكوا ثمانية عشر منبرا سوى القرى ، وتنصر خلق كثير على أيديهم ، لعنهم الله تعالى .

وجاءوا إلى حمص فحرقوا ونهبوا . ومكث ملك الروم شهرين يأخذ ما شاء من البلاد ، ويأسر من قدر عليه من العباد ، وصارت له مهابة عظيمة في قلوب الناس ، ثم عاد إلى بلاده ومعه من السبي نحو من مائة ألف صبي وصبية ، وكان سبب عوده إلى بلاده كثرة الأمراض في جيشه واشتياقهم إلى أولادهم وأهليهم وأوطانهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية