ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمويه ، أبو القاسم النصرآباذي النيسابوري:
منسوب إلى نصرآباذ بنيسابور ، وهي محلة من محالها ، وكذلك أبو نصر النصرآباذي الفقيه وجماعة . وثم آخر يقال له أبو عمرو محمد بن عبد الله النصرآباذي منسوب إلى نصرآباذ [ من ] الري ، كبير القدر ، يروي الحديث ، فأما أبو القاسم ، فإنه سمع الحديث الكثير من جماعة؛ منهم: مكحول البيروتي ،
وكان ثقة عالما بالحديث ، روى عنه أبو عبد الرحمن السلمي ، وأبو عبد الله الحاكم ، وأبو العلاء الواسطي ، وصحب الشبلي ، وجاور بمكة ، وتوفي بها في هذه السنة .
بختيار أبو منصور الملك عز الدولة بن معز الدولة أبي الحسين [ أحمد ] بن بويه
ملك بعد موت أبيه ، وكان أحسن الناس وأشدهم جسما وقلبا ، وكان يصرع الثور الجلد بيديه من غير أعوان ولا حبال ، يقبض على قوائمه ويطرحه إلى الأرض حتى يذبح ، وكان من قوة القلب على جانب عظيم يبارز الأسود في متصيداته ، وخلع المطيع عليه وطوقه وسوره ، وكتب عهده ، فطمع ابن عمه عضد الدولة في مملكة بغداد ، فخاصمه ، فقتل بختيار ، وكان سنه يومئذ ستا وثلاثين سنة ، وكانت مدة إمارته إحدى عشرة سنة وشهورا .
أبو محمد البندار
عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن أبي سمرة ، أبو محمد البندار ، بغوي الأصل .
سمع الباغندي ،
روى عنه البرقاني وقال: ثقة أمين ، له معرفة وحفظ ، وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة . عثمان بن الحسن بن علي بن محمد ، أبو يعلى الوراق ، ويعرف بالطوسي .
سمع البغوي ، وابن أبي داود ،
روى عنه البرقاني ، وقال: كان ذا معرفة وفضل ، له تخريجات وجموع ، وهو ثقة ، توفي في ربيع الآخر من هذه السنة . محمد بن أحمد بن عبد الله [ بن نصر بن بجير ] أبو طاهر الذهلي القاضي
ولد سنة تسع وتسعين ومائتين ، وسمع أبا شعيب الحراني ، ويوسف بن يعقوب ، وثعلبا ، وغيرهم ، وولي القضاء بواسط ، ثم بمدينة المنصور وبالشرقية ، وكان على مذهب مالك ، حدث ببغداد ،
وسمع منه الدارقطني ، وكان ثقة .
قال إسماعيل بن علي الخطبي : صرف الحسين بن عمر بن محمد القاضي عن قضاء مدينة المنصور ، وولي مكانه أبو طاهر ، فشهد عند قاضي القضاة عمر بن محمد ، وله خاصة به ، ثم ولاه القضاء بواسط إلى أن توفي عمر وأقام على حاله مدة ، ثم عزله بجكم عند دخوله الى واسط ، ونكبه وصار إلى بغداد ، وأقام في منزله ، ثم ولي قضاء المدينة وأعمالها ، وكان حسن الستر ، جميل الأمر .
وقال الصوري : كان أبو طاهر قاضيا بمصر ، وبها توفي سنة سبع وستين وثلاثمائة ، استعفى من القضاء قبل موته . محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن عيسى بن يقطين ، أبو جعفر البزاز
سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب ، وأبا يعلى الموصلي ، والباغندي ، والبغوي ، وسافر وكتب بالجزيرة والشام وغيرهما من البلدان ، فأكثر ، وكان صدوقا فهما ، روى عنه أبو نعيم الأصبهاني وغيره ،
قال أبو الحسن بن الفرات : كان أبو جعفر ثقة وانتقى عليه من الحفاظ عمر البصري ، وابن المظفر ، والدارقطني ، وتوفي يوم الأربعاء ، ودفن يوم الخميس رابع عشرين ربيع الآخر من هذه السنة .
محمد بن عبد الرحمن ، أبو بكر القاضي ، المعروف بابن قريعة
روى عن أبي بكر ابن الأنباري ، ولا يعرف له مسند من الحديث ، وكان حسن الخاطر ، يأتي الكلام مسجوعا مطبوعا من غير تعمد ، ولاه أبو السائب عتبة بن عبيد الله القاضي قضاء السندية وغيرها من أعمال الفرات ، ومشى يوما مع ابن معروف القاضي ، فدخلا دربا ، فتأخر ، ثم قال لابن معروف : إن تقدمت فحاجب ، وإن تأخرت فواجب . وزحمه يوما حمار عليه راكب ، فقال:
يا خالق الليل والنهار صبرا على الذل والصغار كم من جواد بلا حمار
وكم حمار على حمار
قال أبو سعيد السمرقندي يقول: كان ببغداد قائد يلقب بالكينا ، كنيته أبو إسحاق ، وكان يخاطب ابن قريعة بالقاضي ، فندر منه يوما في المخاطبة أن قال لابن قريعة : يا أبا بكر ، فقال له ابن قريعة : لبيك يا أبا إسحاق ! فقال القائد: يا هذا إنما بكركتك إذا قضيتنا ، فإذا بكركتنا فسحقناك فقال القائد: ويلاه! هذا أفضح من الأول .
ومن شعره
لي حيلة فيمن ينم وليس في الكذاب حيله
من كان يخلق ما يقول فحيلتي فيه قليله
توفي ابن قريعة [ ليلة السبت ] لعشر بقين من جمادى الآخرة من هذه السنة ، عن خمس وستين سنة .