ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
أحمد بن عطاء بن أحمد ، أبو عبد الله الروذباري ، ابن أخت [ أبي ] علي الروذباري
أسند الحديث ، وكان يتكلم على مذهب الصوفية ، توفي بصور في ذي الحجة من هذه السنة . الحسين بن علي أبو عبد الله البصري ، يعرف بالجعل
سكن بغداد ، وكان من شيوخ المعتزلة ، وصنف على مذاهبهم ، وانتحل في الفروع مذهب أهل العراق ، وتوفي في هذه السنة وصلى عليه أبو علي الفارسي ، ودفن في تربة أستاذه أبي الحسن الكرخي بدرب الحسن بن زيد ، وكان قد قارب الثمانين سنة . سعيد بن أحمد بن محمد بن جعفر ، أبو عثمان النيسابوري
قدم بغداد وحدث بها عن أبي العباس الأصم وغيره ، فروى عنه أبو العلاء الواسطي ، وتوفي عند انصرافه من الحج في جمادى الأولى من هذه السنة . عبد الله بن إبراهيم [ بن أيوب ] بن ماسي ، أبو محمد البزاز
ولد سنة أربع وسبعين ومائتين . سمع أبا مسلم الكجي ، ويوسف بن يعقوب القاضي ،
روى عنه ابن رزقويه ، وأبو علي بن شاذان ، وكان ثقة توفي في رجب هذه السنة . محمد بن صالح بن علي بن يحيى ، أبو الحسن الهاشمي ، ويعرف: بابن أم شيبان
ولد يوم عاشوراء من سنة أربع وتسعين ومائتين ، وله أخ يقال له: محمد أيضا إلا أن هذا هو الأكبر ، وأصله من الكوفة ، وولي القضاء ببغداد ، وحدث عن عبد الله بن زيدان وغيره ، روى عنه البرقاني ،
قال طلحة بن محمد بن جعفر : لما نقل المستكفي [ بالله ] نائبة أبا السائب عن القضاء بمدينة المنصور [ في ] يوم الاثنين مستهل ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ، قلد في هذا اليوم أبا الحسن محمد بن صالح ، ويعرف هو وأهله ببني أم شيبان ، واسمها كنيتها ، وهي بنت يحيى بن محمد من أولاد طلحة بن عبيد الله ، والقاضي أبو الحسن من أهل الكوفة ، بها ولد ونشأ ، وكتب الحديث .
ثم قدم بغداد وقرأ على ابن مجاهد ، ولقي الشيوخ ، وصاهر قاضي القضاة أبا عمر محمد بن يوسف علي بنت ابنته ، وأبو الحسن رجل عظيم القدر ، وافر العقل ، واسع العلم ، حسن التصنيف ، ثم قلده المطيع قضاء الشرقية مضافا إلى مدينة المنصور ، وتوفي في فجأة جمادى الأولى من هذه السنة . محمد بن إسحاق بن محمد بن إسحاق النعالي
سمع علي بن دليل ، وأبا سعيد بن رميح النسوي ، وغيرهما ، وتوفي قبل سنة سبعين وثلاثمائة . أبو الحسين [ بن ] أحمد بن زكريا بن فارس اللغوي
صاحب "المجمل" في اللغة وغيره من الكتب ، له التصانيف الحسان ، والعلم الغزير ، والمعرفة الجيدة باللغة .
أنشدنا محمد بن ناصر قال: أنشدنا أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي لابن فارس :
وقالوا كيف حالك ؟ قلت خير تقضى حاجة وتفوت حاج إذا ازدحمت هموم الصدر قلنا
عسى يوما يكون لها انفراج نديمي هرتي وشفاء نفسي
دفاتر لي ومعشوقي السراج
قال: وأنشدنا له وذكر أنه قالها قبل وفاته بيومين:
يا رب إن ذنوبي قد أحطت بها علما وبي وبإعلاني وإسراري
أنا الموحد لكني المقر بها فهب ذنوبي لتوحيدي وإقراري