ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
أحمد بن علي ، أبو بكر الرازي
الفقيه إمام أهل الرأي في وقته ، كان مشهورا بالزهد والورع ، ورد بغداد في شبيبته ، ودرس الفقه على أبي الحسن الكرخي ، ولم يزل حتى انتهت إليه الرئاسة ، ورحل إليه المتفقهة ، وخوطب في أن يلي قضاء القضاة ، فامتنع ، وأعيد عليه الخطاب ، فلم يفعل ، وله تصانيف كثيرة ضمنها أحاديث رواها عن أبي العباس الأصم ، وسليمان الطبراني ، وغيرهما .
قال أبو بكر الأبهري : خاطبني المطيع على قضاء القضاة ، وكان السفير في ذلك أبو الحسن بن أبي عمرو [ الشرابي ، فأبيت عليه وأشرت بأبي بكر أحمد بن علي الرازي ،
فأحضر الخطاب على ذلك وسألني أبو الحسن بن أبي عمرو ] معونته عليه فخوطب فامتنع ، وخلوت به فقال: تشير علي بذلك . فقلت: لا أرى لك ذلك . ثم قمنا إلى بين يدي أبي الحسن [ بن ] أبي عمرو ، فأعاد خطابه وعدت إلى معونته ، فقال لي: أليس قد شاورتك فأشرت علي أن لا أفعل ؟ فوجم أبو الحسن بن أبي عمرو من ذلك فقال: تشير علينا بإنسان ، ثم تشير عليه أن لا يفعل . قلت: نعم ، أما لي في ذلك أسوة بمالك بن أنس ، أشار على أهل المدينة أن يقدموا نافعا القارئ في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأشار على نافع أن لا يقبل . فقيل له في ذلك فقال: أشرت عليكم بنافع لأني لم أعرف مثله ، وأشرت عليه أن لا يفعل؛ لأنه يحصل له أعداء وحساد ، فكذلك أنا أشرت عليكم به لأني لا أعرف مثله ، وأشرت عليه أن لا يفعل؛ لأنه أسلم لدينه .
قال الصيمري : وتوفي أبو بكر الرازي في ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة ، وصلى عليه أبو بكر بن محمد بن موسى الخوارزمي ، الزبير بن عبد الواحد بن موسى ، أبو يعلى البغدادي
نزيل نيسابور
سمع البغوي ، وابن صاعد ، وسمع بالبصرة ، وخوزستان ، وأصبهان وبلاد آذربيجان ، ثم دخل بلاد خراسان ، فسمع فيها الكثير ، ثم انصرف إلى البصرة ، وتوفي بالموصل في هذه السنة . عبيد الله بن علي بن جعفر ، أبو الطيب الدقاق
سمع محمد بن سليمان الباهلي ، روى عنه البرقاني و [ قال ]:
كان شيخا فاضلا ثقة مجودا من أصحاب الحديث ، توفي في ربيع الأول من هذه السنة . عبيد الله بن العباس بن الوليد بن مسلم ، أبو أحمد السداوي
سمع عبد الله بن محمد بن ناجية ، وإبراهيم بن موسى الجوزي ،
روى عنه القاضي أبو العلاء ، وكان ثقة ، وتوفي في شوال هذه السنة . محمد بن أحمد بن محمد بن حماد ، أبو جعفر [ مولى ] الهادي بالله ، ويعرف بابن المتيم
سمع خلقا كثيرا ، وروى عنه أبو بكر البرقاني ، قال أبو نعيم الأصبهاني : لم أسمع فيه إلا خيرا ، وقال ابن أبي الفوارس : توفي يوم الثلاثاء لسبع خلون من شوال ،
وكان لا بأس به . محمد بن جعفر بن الحسين بن محمد بن زكريا ، أبو بكر الوراق؛ يلقب: غندرا
كان جوالا ، حدث ببلاد فارس وخراسان عن الباغندي ، وابن صاعد ، وابن دريد ، وغيرهم ، روى عنه أبو بكر البرقاني وأبو نعيم الأصبهاني وغيرهما ،
وكان حافظا ثقة .
وعن محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري الحافظ : أن غندرا خرج من مرو قاصدا بخارى ، فمات في المفازة سنة سبعين وثلاثمائة [ هذه السنة ] . أبو الفرج محمد بن العباس بن فسانجس
وفيها توفي أبو الفرج محمد بن العباس بن فسانجس ، وأبو محمد علي بن الحسن الأصبهاني ، والحسن بن بشر الآمدي .
وفيها توفي القائد أبو محمود إبراهيم بن جعفر والي دمشق للعزيزي ، وقام بعده جيش بن الصمصامة . أبو عبد الله النحوي اللغوي
ابن خالويه : الحسين بن أحمد بن خالويه ، أبو عبد الله النحوي اللغوي
صاحب المصنفات ، أصله من همذان ثم دخل بغداد فأدرك بها مشايخ هذا الشأن ، كأبي بكر بن الأنباري وابن دريد وابن مجاهد ، وأبي عمر الزاهد ، واشتغل على أبي سعيد السيرافي ، ثم صار إلى حلب فعظمت مكانته عند آل حمدان ، وكان سيف الدولة يكرمه وهو أحد جلسائه ، وله مع المتنبي مناظرات .
وقد سرد له ابن خلكان مصنفات كثيرة منها " كتاب ليس " ; لأنه كان يكثر أن يقول فيه : ليس في كلام العرب كذا وكذا ، و " كتاب الآل " تكلم فيه على أقسامه وترجم الأئمة الاثنى عشر ، وإعراب ثلاثين سورة من القرآن ، وشرح الدريدية ، وغير ذلك ، وله شعر حسن ، وكان فردا في زمانه ، رحمه الله تعالى .