ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان [ أبو يعقوب ] النسوي

روى عن جده الحسن بن سفيان ، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ، وانتقى عليه الدارقطني ، وكان ثقة أمينا ، توفي بطريق خراسان مرجعه من الحج . أحمد بن جعفر ، أبو الحسن الخلال

كان ثقة مستورا ، حسن الحال ، توفي في رمضان هذه السنة . محمد بن إسحاق بن هبة الله بن إبراهيم بن المهتدي بالله ، أبو أحمد الهاشمي

حدث عن الحسين بن يحيى بن عياش القطان ، روى عنه عبد العزيز الأزجي ، وتوفي ليلة الجمعة لأربع بقين من شوال هذه السنة . محمد بن أحمد بن تميم ، أبو نصر السرخسي

قدم بغداد ، وحدث بها عن محمد بن إدريس الشامي ، وأحمد بن إسحاق السرخسي ، وروى عنه ابن رزقويه ، وغيره ، وكان ثقة . محمد [ بن جعفر ] بن أحمد بن جعفر بن أحمد بن الحسن بن وهب ، أبو بكر الحريري المعدل ، ويعرف: بزوج الحرة .

سمع ابن جرير الطبري ، والبغوي ، وابن أبي داود ، والعباس بن يوسف الشكلي ، روى عنه ابن رزقويه ، والبرقاني وابن شاذان ، قال البرقاني : هو بغدادي جليل ، أحد العدول الثقات .

قال الأمير أبو الفضل جعفر [ بن ] المكتفي بالله : كانت بنت بدر مولى المعتضد زوجة أمير المؤمنين المقتدر بالله ، فأقامت عنده سنين ، وكان لها مكرما ، وعليها مفضلا الإفضال العظيم ، فتأثلت حالها ، وانضاف ذلك إلى عظيم نعمتها الموروثة .

وقتل المقتدر ، فأفلتت من النكبة ، وسلم لها جميع أموالها ، وذخائرها ، حتى لم يذهب لها شيء ، وخرجت عن الدار ، وكان يدخل إلى مطبخها حدث يحمل [ فيه ] على رأسه شيء يعرف بمحمد بن جعفر ، وكان حركا فيقف على القهرمانة بخدمته ، فنقلوه إلى أن صار وكيل المطبخ ، وبلغها خبره ورأته ، فردت إليه الوكالة في غير المطبخ ، وترقى أمره حتى صار ينظر في ضياعها وعقارها ، وغلب عليها حتى صارت تكلمه من وراء ستر ، وخلف باب ، وزاد اختصاصه بها حتى علق بقلبها ، فاستدعته إلى تزويجها ، فلم يجسر على ذلك ، فجسرته وبذلت [ له ] مالا حتى تم لها ذلك ، وقد كانت حاله تأثلت بها ، وأعطته لما أرادت ذلك منه أموالا جعلها لنفسه نعمة ظاهرة؛ لئلا يمنعها أولياؤها منه لفقره ، وأنه ليس بكفؤ ، ثم هادت القضاة بهدايا جليلة حتى زوجوها منه ، واعترض الأولياء ، فغالبتهم بالحكم والدراهم ، فتم له ذلك ولها ، فأقام معها سنين ، ثم ماتت ، فحصل له من مالها نحو ثلاثمائة ألف دينار ، فهو يتقلب إلى الآن فيها .

قال أبي: قد رأيت أنا هذا الرجل وهو شيخ عاقل شاهد مقبول ، توصل بالمال إلى أن قبله أبو السائب القاضي ، حتى أقر في يده وقوف الحرة ووصيتها؛ لأنها وصت إليه في مالها ووقوفها ، وهو إلى الآن لا يعرف إلا بزوج الحرة ، وإنما سميت الحرة؛ لأجل تزويج المقتدر بها ، وكذا عادة الخلفاء لأجل غلبة المماليك عليهم إذا كانت لهم زوجة قيل لها: الحرة .

قال ابن ثابت : قال لنا أبو علي بن شاذان : كان محمد بن جعفر زوج الحرة جارنا ، وسمعت منه مجالس من أماليه ، وكان يحضره في مجلس الحديث القاضي الجراحي ، وأبو الحسين بن الظفر ، والدارقطني ، وابن حيويه ، وغيرهم من الشيوخ ، وتوفي ليلة الجمعة ، ودفن يوم الجمعة لأربع خلون من صفر هذه السنة ، ودفن بالقرب من قبر معروف الكرخي ، وحضرت مع أبي الصلاة عليه .

منصور بن أحمد بن هارون الفقيه ، أبو صادق

سمع من جماعة ، ولم يحدث قط ، وكان من الزهاد الهاربين من الرئاسات ، وقال الزهديات ، وتوفي في جمادى الأولى من هذه السنة ، وهو ابن خمس وستين سنة . وفي هذه السنة توفي نقيب النقباء أبو تمام الزينبي ، وولي النقابة بعده ابنه أبو الحسن .

التالي السابق


الخدمات العلمية