ثم دخلت سنة أربع وسبعين وثلاثمائة

ذكر عود الديلم إلى الموصل وانهزام باذ

لما استولى باذ الكردي على الموصل اهتم صمصام الدولة ووزيره ابن سعدان بأمره ، فوقع الاختيار على إنفاذ زيار بن شهراكويه ، وهو أكبر قوادهم ، فأمره بالمسير إلى قتاله ، وجهزه ، وبالغ في أمره ، وأكثر معه الرجال والعدد والأموال ، وسار إلى باذ ، فخرج إليهم ، ولقيهم في صفر من هذه السنة ، فأجلت الوقعة عن هزيمة باذ وأصحابه وأسر كثير من عسكره وأهله ، وحملوا إلى بغداذ فشهروا بها ، وملك الديلم الموصل .

وأرسل زيار عسكرا مع سعد الحاجب في طلب باذ ، فسلكوا على جزيرة ابن عمر ، وأرسل عسكرا آخر إلى نصيبين ، فاختلفوا على مقدميهم ، فلم يطاوعوهم على المسير إليه ، وكان باذ بديار بكر قد جمع خلقا كثيرا ، فكتب وزير صمصام الدولة إلى سعد الدولة بن سيف الدولة بن حمدان ، وبذل له تسليم ديار بكر إليه ، فسير إليها جيشا ، فلم يكن لهم قوة بأصحاب باذ ، فعادوا إلى حلب ، وكانوا قد حصروا ميافارقين ، فلما شاهد سعد ذلك من عسكره أعمل الحيلة في قتل باذ ، فوضع رجلا على ذلك فدخل الرجل خيمة باذ ليلا ، وضربه بالسيف ، وهو يظن أنه يضرب رأسه ، فوقعت الضربة على ساقه ، فصاح ، وهرب ذلك الرجل ، فمرض باذ من تلك الضربة ، فأشفى على الموت ، وكان قد جمع معه من الرجال خلقا كثيرا ، فراسل زيارا وسعدا يطلب الصلح ، فاستقر الحال بينهم ، واصطلحوا على أن تكون ديار بكر لباذ ، والنصف من طور عبدين أيضا ، وانحدر زيار إلى بغداذ ، وأقام سعد بالموصل .

التالي السابق


الخدمات العلمية