مرحبا بالأحبة القادمينا أوحشونا وطال ما آنسونا
فقبل الأرض وشكر ، ودعا ، وجلس شرف الدولة في داره للتهنئة يوم الاثنين لأربع خلون من الشهر ، وعليه الخلع ، وبين يديه لواءان مركوزان أبيض وأسود ، ووصل إليه العامة والخاصة ، ورد شرف الدولة على الشريف أبي الحسن محمد بن عمر جميع أملاكه ، وخراج أملاكه في كل سنة ألفي ألف وخمسمائة ألف درهم ، ورد على الشريف أبي أحمد الموسوي [ جميع ] أملاكه ، ورفع أمر المصادرات وسد طرق السعايات . وفي شعبان: ولد لشرف الدولة ولدان ذكران توأمان ، كنى أحدهما: أبا حرب وسماه: سلار ، وكنى الآخر أبا منصور ، وسماه: فناخسرو ، وفيها سار الصاحب بن عباد إلى طبرستان فأصلحها ، ونفى المتغلبين عنها ، وفتح عدة حصون ( منها : حصن قريم ) ، وعاد في سنته . وفيها عصى الأمير أبو منصور بن كوريكنج ، صاحب قزوين ، على فخر الدولة ، فلاطفه فخر الدولة ، وبذل له الأمان والإحسان ، فعاد إلى طاعته . وفيها ، في رمضان ، حدثت فتنة شديدة بين الديلم والعامة بمدينة الموصل ، قتل فيها مقتلة عظيمة ، ثم أصلح الحال بين الطائفتين . وفيها تأخر المطر حتى انتصف كانون الثاني ، وغلت الأسعار بالعراق وما يجاوره من البلاد ، واستسقى الناس مرتين فلم يسقوا ، حتى جاء المطر سابع عشر كانون الثاني ، وزال القنوط ، وتتابعت الأمطار . وفي يوم السبت لليلتين بقيتا من ربيع الآخر: توفيت والدة شرف الدولة ، وكانت امرأة تركية أم ولد ، فركب إليه الطائع لله في الماء معزيا بها .