ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

أحمد بن محمد بن الفضل بن جعفر بن محمد بن الجراح ، أبو بكر الخزاز:

روى عن جماعة منهم ابن دريد وابن الأنباري ، وكان ثقة صدوقا ، فاضلا ، أديبا ، كثير الكتب ، ظاهر الثروة .

قال التنوخي قال: كان أبو بكر الجراح يقول: كتبي بعشرة آلاف درهم ، وجاريتي بعشرة آلاف درهم ، وسلاحي بعشرة آلاف درهم ، ودوابي بعشرة آلاف درهم . قال التنوخي : وكان أحد الفرسان يلبس أداته ويركب فرسه ويخرج إلى الميدان ، ويطارد الفرسان فيه ، توفي في جمادى الآخرة من هذه السنة . أحمد بن الحسين بن مهران أبو بكر المقرئ:

توفي في شوال هذه السنة ، قال أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ : توفي أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ يوم الأربعاء سابع عشرين شوال سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة وهو ابن ستة وثمانين سنة ، وتوفي في ذلك اليوم أبو الحسن العامري صاحب الفلسفة قال: فحدثني عمر بن أحمد الزاهد ، قال: سمعت الثقة من أصحابنا يذكر أنه رأى أبا بكر أحمد بن الحسين بن مهران في المنام في الليلة التي دفن فيها قال: فقلت له: أيها الأستاذ ما فعل الله بك ، فقال: إن الله عز وجل أقام أبا الحسن العامري بإزائي ، وقال: هذا فداؤك من النار . الحسين بن عمر بن عمران بن حبيش ، أبو عبد الله الضراب ، ويعرف: بابن الضرير:

ولد سنة تسع وتسعين ومائتين ، فروى عن الباغندي ، وروى عنه الأزهري ، والتنوخي ، وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة وكان ثقة . عبيد الله بن أحمد بن معروف ، أبو محمد:

ولد سنة ست وثلاثمائة ، وولي قضاء [ القضاة ] ببغداد ، وحدث عن ابن صاعد وغيره ، روى عنه الخلال ، والأزهري ، وأبو جعفر بن المسلمة ، وكان من العلماء الثقات ، العقلاء ، الفطناء الألباء ، وكان وسيم المنظر مليح الملبس . مهيبا عفيفا عن الأموال .

قال أبو القاسم التنوخي يقول: كان الصاحب أبو القاسم بن عباد يقول: كنت أشتهي [ أن ] أدخل بغداد وأشاهد جراءة محمد بن عمر العلوي ، وتنسك أبي أحمد الموسوي ، وظرف أبي محمد بن معروف ،

قال العتيقي : كان لأبي محمد بن معروف في كل سنة مجلسان يجلس فيهما للحديث ، أول يوم المحرم ، وأول يوم من رجب ، ولم يكن له سماع كثير ، وكان مجردا في مذهب الاعتزال ، وكان عفيفا نزها في القضاء لم ير مثله في عفته ونزاهته .

توفي في صفر سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ، وصلى عليه في داره أبو أحمد الموسوي وكبر عليه خمسا ثم حمل إلى جامع المنصور ، وصلى عليه ابنه وكبر عليه أربعا ، ثم حمل إلى داره على شاطئ دجلة فدفن فيها . أبو الفضل الزهري

عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، أبو الفضل الزهري:

ولد سنة تسعين ومائتين وسمع جعفر بن محمد الفريابي ، وأبا القاسم وخلقا كثيرا ، روى عنه البرقاني ، والخلال ، والأزهري ، وكان ثقة من الصالحين ،

قال العتيقي : سمعت أبا الفضل الزهري يقول: حضرت مجلس جعفر بن محمد الفريابي وفيه عشرة آلاف رجل فلم يبق غيري وجعل يبكي .

قال التنوخي : سأل أبي أبا الحسن الدارقطني وأنا أسمع ، عن أبي الفضل الزهري فقال: هو ثقة صدوق [ صاحب كتاب ] وليس بينه وبين عبد الرحمن بن عوف إلا من قد روى عنه الحديث .

[ ثم قال الخطيب ]: حدثنا الصوري قال: حدثني بعض الشيوخ أنه حضر مجلس القاضي أبي محمد بن معروف يوما ، فدخل أبو الفضل الزهري ، وكان أبو الحسين بن المظفر حاضرا ، فقام عن مكانه وأجلس أبا الفضل فيه ، ولم يكن ابن معروف يعرف أبا الفضل ، فأقبل عليه ابن المظفر فقال: أيها القاضي هذا الشيخ من ولد عبد الرحمن بن عوف ، وهو محدث وآباؤه كلهم محدثون إلى عبد الرحمن بن عوف ،

ثم قال ابن المظفر : حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن سعد الزهري والد هذا الشيخ ، وحدثنا فلان عن أبيه محمد بن عبيد الله ، وحدثنا فلان عن جده عبيد الله بن سعد ولم يزل يروي لكل واحد من آباء أبي الفضل حديثا حتى انتهى إلى عبد الرحمن بن عوف ،

توفي أبو الفضل في ربيع الآخر من هذه السنة . أبو بكر المعروف بابن المقري الأصبهاني

وفيها توفي محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان أبو بكر المعروف بابن المقري الأصبهاني ، وله ست وتسعون سنة ، وهو راوي مسند أبي يعلى الموصلي عنه . يحيى بن محمد بن الروزبهان ، أبو زكريا يعرف بالدنبائي

جد عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي لأمه من أهل واسط ،

قال أبو بكر بن ثابت : حدثنا عنه ابن بنته أبو القاسم الأزهري قال: سمعته يقول: ما رفعت ذيلي على حرام قط .

جوهر بن عبد الله القائد

جوهر بن عبد الله القائد

باني القاهرة المعزية ، أصله رومي ، ويعرف بالكاتب ، أرسله مولاه المعز بن المنصور بن القائم بن المهدي المدعي أنه فاطمي من إفريقية لأخذ مصر عند اضطراب جيشها بعد موت كافور الإخشيدي فأقاموا عليهم أحمد بن علي بن الإخشيد ، فلم يجتمعوا عليه ، فأرسل بعضهم إلى المعز يستنجد به ، فأرسل مولاه جوهرا هذا في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة ، فوصل إلى القاهرة في شعبان منها في مائة ألف مقاتل ، ومعه من الأموال ألف ومائتا صندوق لينفقه في ذلك ، فانزعج الناس وأرسلوا يطلبون منه الأمان فأمنهم ، فلم يرض الجيش بذلك ، وبرزوا لقتاله فكسرهم ، وجدد الأمان لأهلها ، ودخلها يوم الثلاثاء لثمان عشرة خلت من شعبان ، فشق مصر ، ونزل في مكان القاهرة اليوم ، وأسس من ليلته القصرين ، وخطب يوم الجمعة الآتية ، فقطع خطبة بني العباس وعوض بمولاه ، وذكر الأئمة الاثني عشر ، وأذن بحي على خير العمل ، وكان يظهر الإحسان إلى الناس ، ويجلس كل يوم سبت مع الوزير جعفر بن الفرات والقاضي ، واجتهد في تكميل القاهرة وفرغ من جامعها سريعا ، وخطب به في سنة إحدى وستين ، وهو الذي يقال له : جامع الأزهر ، ثم أرسل جعفر بن فلاح إلى الشام فأخذها للمعز ، وقدم مولاه المعز في سنة ثنتين وستين كما تقدم ، فنزل بالقصرين ، ولم تزل منزلته عالية عنده ، ثم كانت وفاته في هذه السنة ، وقام في منصبه وعظمته ابنه الحسين الذي كان يقال له : قائد القواد ، وهو أكبر أمراء الحاكم بن العزيز بن المعز ، ثم كان قتله على يديه في سنة إحدى وأربعمائة ، وقتل معه صهره زوج أخته القاضي عبد العزيز بن النعمان ، وأظن هذا القاضي هو مصنف كتاب " البلاغ الأكبر والناموس الأعظم " الذي فيه من الكفر ما لم يصل إبليس إلى مثله ، وقد رد على هذا الكتاب القاضي أبو بكر الباقلاني ، رحمه الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية