ذكر الحرب بين قرواش وعسكر بهاء الدولة

في هذه السنة سير قرواش بن المقلد جمعا من عقيل إلى المدائن فحصروها ، فسير إليهم أبو جعفر نائب بهاء الدولة جيشا فأزالوهم عنها ، فاجتمعت عقيل وأبو الحسن مزيد في بني أسد ، وقويت شوكتهم ، فخرج الحجاج إليهم ، واستنجد خفاجة ، وأحضرهم من الشام ، فاجتمعوا معه ، واقتتلوا بنواحي باكرم في رمضان ، فانهزمت الديلم والأتراك ، وأسر منهم خلق كثير ، واستبيح عسكرهم .

فجمع أبو جعفر من عنده من العسكر وخرج إلى بني عقيل وابن مزيد فالتقوا بنواحي الكوفة ، واشتد القتال بينهم ، فانهزمت عقيل وابن مزيد ، وقتل من أصحابهم خلق كثير ، وأسر مثلهم ، وسار إلى حلل ابن مزيد فأوقع بمن فيها فانهزموا أيضا ، فنهبت الحلل والبيوت والأموال ، ورأوا فيها من العين والمصاغ والثياب ما لا يقدر قدره .

ولما سار أبو جعفر عن بغداذ اختلت الأحوال بها ، وعاد أمر العيارين فظهر ، واشتد الفساد ، وقتلت النفوس ، ونهبت الأموال ، وأحرقت المساكن ، فبلغ ذلك بهاء الدولة ، فسير إلى العراق لحفظه أبا علي بن أبي جعفر المعروف بأستاذ هرمز ، ولقبه عميد الجيوش ، وأرسل إلى أبي جعفر الحجاج ، وطيب قلبه ، ووصل أبو علي إلى بغداذ فأقام السياسة ، ومنع المفسدين ، فسكنت الفتنة وأمن الناس .

التالي السابق


الخدمات العلمية