ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

أبو عبد الله البزاز

أحمد بن محمد بن يوسف بن محمد بن دوست ، أبو عبد الله البزاز .

ولد في صفر سنة [ثلاث وعشرين ] وثلاثمائة ، وحدث عن محمد بن جعفر المطيري ، وإسماعيل الصفار ، والبرذعي ، وغيرهم ، وكان مكثرا من الحديث عارفا به حافظا له ، أملى الحديث من حفظه وابن شاهين ، والمخلص حين تكلموا فيه بشيء لا يؤثر ، فقال الأزهري : رأيت كتبه كلها طرية ، وكان يذكر أن أصوله العتق غرقت ، وهذا ليس بشيء لأنه من الجائز أن يكون قد قابل بالطرية نسخا [قد ] قرئت عليه ، وقد كان الرجل يملي من حفظه ، فيجوز أن يكون حافظا لما ذهب .

قال عيسى بن أحمد بن عثمان الهمذاني : سمعت حمزة بن محمد بن طاهر ، يقول : مكث ابن دوست سبع عشرة سنة يملي الحديث عارفا بالفقه على مذهب مالك ، وكان عنده عن إسماعيل الصفار وحده صندوق ، سوى ما كان عنده عن غيره ، قال : وكان يذاكر بحضرة الدارقطني ، ويتكلم في علم الحديث ، فتكلم فيه الدارقطني بذلك السبب ، وكان محمد بن أبي الفوارس ينكر مضينا إليه وسماعنا منه ، ثم جاء بعد ذلك وسمع منه .

ويقول حمزة بن محمد بن طاهر : قلت لخالي أبي عبد الله بن دوست :

أراك تملي المجالس من حفظك فلم لا تملي من كتابك ؟ فقال لي : انظر فيما أمليت فإن كان في ذلك خطأ لم أمل من حفظي ، وإن كان جميعه صوابا فما الحاجة إلى الكتاب .

توفي أبو عبد الله [ابن دوست ] في رمضان هذه السنة ، ودفن حذاء منارة جامع المنصور . محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان ، أبو الطيب العكبري :

سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن أيوب الزاهد ، وإبراهيم بن علي الباقلاوي وغيرهما .

قال أحمد بن علي بن ثابت : سألت أبا القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان عنه ، فعرفه ووثقه وأثنى عليه ثناء حسنا ، وقال : كان صدوقا .

قال ابن ثابت : وحدثني عنه أبو منصور بن عبد العزيز العكبري ، وقال لي : ولد بعكبرا في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة ، وسمعنا منه ببغداد وبعكبرا ، ومات ببغداد سنة سبع وأربعمائة . أبو الحسين الضبي القاضي المعروف بالمحاملي



محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل ، أبو الحسين الضبي القاضي المعروف بالمحاملي :

سمع إسماعيل بن محمد الصفار وأبا عمرو بن السماك ، وأبا بكر النجاد ، وأبا عمر الزاهد ، وكان ثقة صادقا خيرا .

قال : محمد بن أحمد بن القاسم أبو الحسين المحاملي الفقيه الشافعي حفظ القرآن والفرائض وحسابها والدور ودرس الفقه على مذهب الإمام الشافعي ، وكتب الحديث ، ولزم العلم ، ونشأ فيه ، وهو عندي ممن يزداد خيرا كل يوم ، مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة .

قال ابن ثابت : مات أبو الحسين يوم الخميس العاشر من رجب سنة سبع وأربعمائة . أبو عمر البسطامي

محمد بن الحسين [بن محمد ] بن الهيثم ، أبو عمر البسطامي الواعظ الفقيه على مذهب الشافعي :

كان مناظرا ، وكان أبو حامد يجله ولي قضاء نيسابور ، وحدث عن الطبراني وغيره ، وتوفي بنيسابور في هذه السنة . أبو غالب الوزير الملقب فخر الملك

محمد بن علي بن خلف ، أبو غالب الوزير الملقب فخر الملك .

كان من أهل واسط ، وكان أبوه صيرفيا ، فتنقلت به الأحوال إلى خدمة بهاء الدولة ابن عضد الدولة ، وحمل إليه أموال بدر بن حسنويه ، وحصل لنفسه منها الكثير ، ولما خلعت عليه خلع الوزارة أعطى كل واحد من صغار الحواشي مائة دينار ودستا من الثياب ، وأعطى حراس دار الملك السودان كل واحد عشرين دينارا ، وكانوا يزيدون على الخمسين ، وسد البثوق ، وعمر سواد الكوفة ، وعمل الجسر ببغداد ، وكان قد نسي وبطل وعمل له درابزينات ، وعمر المارستان وداره بأعلى الحريم الظاهري قال لها الفخرية ، وهذه الدار كانت للمتقي لله وابتاعها عز الدولة بختيار بن معز الدولة وخربت فعمرها فخر الملك وأنفق عليها أموالا كثيرة وفرغ منها في رمضان سنة اثنتين وأربعمائة .

وعصفت في هذه السنة ريح ، فقصفت ببغداد زائدا على عشرين ألف نخلة ، فاستعمل فخر الملك أكثرها في أبنيته ، وكان كثير الصلاة والصلات يجري على الفقهاء ما بين بغداد وشيراز ، وكسا في يوم ألف فقير ، وسن تفرقة الحلوى في النصف من رمضان ، وأهمل بعض الواجبات ، فعوقب سريعا وذلك أن بعض خواصه قتل رجلا ظلما ، فتصدت له زوجة المقتول تستغيث ولا يلتفت إليها ، فلقيته ليلة في مشهد باب التبن وقد حضر للزيارة ، فقالت له : يا فخر الملك القصص التي كنت أرفعها إليك ولا تلتفت إليها قد صرت أرفعها إلى الله تعالى ، وأنا منتظرة خروج التوقيع من جهته ، فلما قبض عليه ، قال : لا شك أن توقيعها قد خرج .

وقتله سلطان الدولة ابن بهاء الدولة بالأهواز في هذه السنة وكان عمره اثنتين وخمسين سنة ، وأشهر وأخذ من ماله ما بلغ ستمائة ونيفا وثلاثين ألف دينار سوى الضياعات والثياب والفروش والآلات ، وقيل : إنه وجد له ألف ألف ومائتا ألف دينار مطيعية ، وكان استخراج ماله عجيبا ، وذلك أن أبا علي الرخجي الوزير أثار هذه الأموال ، وكانت ودائع عند الناس ، وكان فخر الملك قد احتجز لنفسه من قلعة بدر بن حسنويه ما يزيد على ثلاثة آلاف ألف دينار ، وأودعها جماعة فوقف الرخجي على تذكرة له فاستخرجها من غير ضرب بعصا على ما نذكر في ترجمة الرخجي ، وقد ذكر فيها أقواما أودع قد لحن بأسمائهم وكنى عن ألقابهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية