ثم دخلت سنة عشر وأربعمائة

[ ذكر القبض على الوزير ابن ماكولا ]

في هذه السنة قبض الملك جلال الدولة أبو طاهر بن بهاء الدولة على وزيره أبي سعد عبد الواحد بن علي بن ماكولا ، وكان ابن عمه أبو جعفر محمد بن مسعود كاتبا فاضلا ، وكان يعرض الديلم لعضد الدولة ، ولأبي سعد شعر منه :


وإن لقائي للشجاع لهين ولكن حمل الضيم منه شديد     إذا كان قلب القرن ينبو عن الوغى
فإن جناني جلمد وحديد

افتتاح سبكتكين بلاد من الهند

ومن الحوادث فيها :

أنه ورد إلى القادر بالله كتاب من يمين الدولة أبي القاسم محمود بن سبكتكين ، يذكر فيه ما افتتحه من بلاد الهند ووصل إليه من أموالهم وغنائمهم ، فقال فيه : إن كتاب العبد وصل من مستقره بغزنة للنصف من المحرم سنة عشر ، والدين في أيام سيدنا ومولانا [الأمير ] القادر بالله أمير المؤمنين مخصوص بمزيد الإظهار ، والشرك مقهور بجميع الأطراف والأقطار ، وانتدب العبد لتنفيذ أوامره العالية وتمهيد مراسمه السامية وتابع الوقائع على كفار السند والهند ، فرتب بنواحي غزنة العبد محمدا مع خمسة عشر ألف فارس وعشرة آلاف راجل وأنهض العبد مسعودا مع عشرة آلاف فارس وعشرة آلاف راجل ، وشحن بلخ وطخرستان بأرسلان الحاجب مع اثني عشر ألف فارس وعشرة آلاف راجل ، وضبط ولاية خوارزم بالتونتاش الحاجب مع عشرين ألف فارس وعشرين ألف راجل ، وانتخب ثلاثين ألف فارس وعشرة آلاف راجل لصحبة راية الإسلام وانضم إليه جماهير المطوعة .

وخرج العبد من غزنة يوم السبت الثالث عشر من جمادى الأولى سنة تسع بقلب منشرح لطلب الشهادة ونفس مشتاقة إلى درك الشهادة ، ففتح قلاعا وحصونا ، وأسلم زهاء عشرين ألفا من عباد الوثن ، وسلموا قدر ألف ألف درهم من المورق ، ووقع الاحتواء على ثلاثين فيلا ، وبلغ عدد الهالكين منهم خمسين ألفا ، ووافى العبد مدينة لهم عاين فيها زهاء ألف قصر مشيد ، وألف بيت للأصنام ، ومبلغ ما في الصنم ثمانية وتسعون ألف مثقال وثلاثمائة مثقال ، وقلع من الأصنام الفضية زيادة على ألف صنم ، ولهم صنم معظم يؤرخون مدته لعظم جهالتهم بثلاثمائة ألف عام ، وقد بنوا حول تلك الأصنام زهاء عشرة آلاف بيت للأصنام المنصوبة ، واعتنى العبد بتخريب هذه المدينة اعتناء تاما ، وعمها المجاهدون بالإحراق ، فلم يبق منها إلا الرسوم ، وحين وجد الفراغ لاستيفاء الغنائم حصل منها عشرون ألف ألف درهم ، وأفرد خمس الرقيق فبلغ ثلاثة وخمسين [ألفا ] واستعرض ثلاثمائة وستة وخمسين فيلا . عهد الملك أبو الفوارس

وفي ربيع الأول : جلس القادر بالله وقرئ عهد الملك أبي الفوارس ، ولقب قوام الدولة ، وحملت إليه الخلع بولاية كرمان . تأخر الحاج الخراسانية

وتأخر الحاج الخراسانية من هذه السنة وتوقف الأمر من العراق . وفي هذه السنة : مات الأصيفر المنتفقي الذي كان يخفر الحاج . نشوء ريح شديدة كالزلزلة

وفي يوم الأربعاء تاسع ذي الحجة : نشأت ريح شديدة كالزلزلة ، وورد معها رمل أحمر .

التالي السابق


الخدمات العلمية