ثم دخلت سنة أربع عشرة وأربعمائة
ذكر
استيلاء علاء الدولة على همذان
في هذه السنة استولى أبو جعفر بن كاكويه على همذان وملكها وكذلك غيرها مما يقاربها .
وسبب ذلك أن فرهاذ بن مرداويج الديلمي ، مقطع بروجرد ، قصده سماء الدولة أبو الحسن بن شمس الدولة بن بويه ، صاحب همذان ، وحصره فالتجأ فرهاذ إلى علاء الدولة ، فحماه ومنع عنه ، وسارا جميعا إلى همذان فحصراها وقطعا الميرة عنها ، فخرج إليهما من بها من العسكر ، فاقتتلوا فرحل علاء الدولة إلى جرباذقان ، فهلك من عسكره ثلاثمائة رجل من شدة البرد .
فسار إليه تاج الملك القوهي ، مقدم عسكر همذان ، فحصره بها ، فصانع علاء الدولة الأكراد الذين مع تاج الملك ، فرحلوا عنه ، فخلص من الحصار ، وشرع بالتجهز ليعاود حصار همذان ، فأكثر من الجموع ، وسار إليها . فلقيه سماء الدولة في عساكره ومعه تاج الملك ، فاقتتلوا ، فانهزم عسكر همذان ، ومضى تاج الملك إلى قلعة فاحتمى بها ، وتقدم علاء الدولة إلى سماء الدولة ، فترجل له وخدمه ، وأخذه وأنزله في خيمته وحمل إليه المال وما يحتاج إليه ، وسار وهو معه إلى القلعة التي بها تاج الملك ، فحصره وقطع الماء عن القلعة ، فطلب تاج الملك الأمان فأمنه فنزل إليه ، ودخل معه همذان .
ولما ملك علاء الدولة همذان سار إلى الدينور فملكها ، ثم إلى سابور خواست فملكها أيضا ، وجمع تلك الأعمال ، وقبض على أمراء الديلم ( الذين بهمذان ) ، وسجنهم بقلعة عند أصبهان ، وأخذ أموالهم وأقطاعهم ، وأبعد كل من فيه شر من الديلم ، وترك عنده من يعلم أنه لا شر فيه ، وأكثر القتل ، فقامت هيبته ، وخافه الناس ، وضبط المملكة . وقصد حسام الدولة أبا الشوك ، فأرسل إليه مشرف الدولة يشفع فيه ، فعاد عنه .