وفيها قبض قرواش على البرجمي العيار وغرقه ، وكان سبب ذلك أن قرواشا قبض على ابن القلعي عامل عكبرا ، فحضر البرجمي العيار عند قرواش مخاطبا في أمره لمودة بينهما ، فأخذه قرواش وقبض عليه ، فبذل مالا كثيرا ليطلقه ، فلم يفعل وغرقه ، وكان هذا البرجمي قد عظم شأنه وزاد شره ، وكبس عدة مخازن بالجانب الشرقي ، وكبس دار المرتضى ، ودار ابن عديسة ، وهي مجاورة دار الوزير ، وثار العامة بالخطيب يوم الجمعة ، وقالوا : إما أن تخطب للبرجمي ، وإلا فلا تخطب لسلطان ولا غيره ، وأهلك الناس ببغداذ ، وحكاياته كثيرة ، وكان مع هذا فيه فتوة ، وله مروءة ، لم يعرض إلى امرأة ، ولا إلى من يستسلم إليه .
التالي
السابق