وفي سلخ رجب: جمع الأشراف والقضاة والشهود والفقهاء والوجوه إلى بيت النوبة ، واستدعى جاثليق النصارى ورأس جالوت اليهود ، وخرج توقيع الخليفة في أمر العيار وإلزام أهل الذمة إياه ، وكان في التوقيع: "بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد ، فإن الله تعالى بعزته التي لا تحاول وقدرته التي لا تطاول اختار الإسلام دينا وارتضاه وشرفه [وأعلاه] وبعث به محمدا واجتباه وأذل من ناواه ، فقال تعالى: وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم وقال: ليظهره على الدين كله وأمير ا?مؤمنين يرى أن من أقرب الوسائل إلى الله به بقاء ما كان حافظا للشرع ومجددا لمعالمه وقد كان الخلفاء الراشدون [فرضوا] على أهل الذمة المعاهدين حدودا معقودة على الاستشعار والإخبات والاستكانة ، والتفرد عن المسلمين إعظاما للإسلام وأهله ولما تطرق على هذه السنة الإغفال واستمر فيها الإهمال اطرحت هذه الطائفة دواعي الاحتراس ، وتشبهت بالمسلمين في زيهم ، فرأى أمير المؤمنين الإيعاز إلى جميع أهل الذمة بتغيير اللباس الظاهر مما يعرفون به عند المشاهدة ، فليعلم ذلك من رأى أمير المؤمنين" فقالوا: السمع والطاعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية