وفيها منع أهل الكرخ من النوح وفعل ما جرت عادتهم بفعله يوم عاشوراء ، فلم يقبلوا ، وفعلوا ذلك ، فجرى بينهم وبين السنة فتنة عظيمة قتل فيها وجرح كثير من الناس ، ولم ينفصل الشر بينهم حتى عبر الأتراك وضربوا خيامهم عندهم ، فكفوا حينئذ ، ثم شرع أهل الكرخ في بناء سور على الكرخ ، فلما رآهم السنة من القلائين ومن يجري مجراهم شرعوا في بناء سور على سوق القلائين ، وأخرج الطائفتان في العمارة مالا جليلا ، وجرت بينهما فتن كثيرة ، وبطلت الأسواق وزاد الشر ، حتى انتقل كثير من الجانب الغربي إلى الجانب الشرقي فأقاموا به ، وتقدم الخليفة إلى أبي محمد بن النسوي بالعبور وإصلاح الحال وكف الشر ، فسمع أهل الجانب الغربي ذلك ، فاجتمع السنة والشيعة ( على المنع ) منه ، وأذنوا في القلائين وغيرها بحي على خير العمل ، وأذنوا في الكرخ : الصلاة خير من النوم ، وأظهروا الترحم على الصحابة ، فطل عبوره .

التالي السابق


الخدمات العلمية