وفيها ورد رسول صاحب مكة محمد بن أبي هاشم ، ومعه ولده ، إلى السلطان ألب أرسلان ، يخبره بإقامة الخطبة للخليفة القائم بأمر الله وللسلطان بمكة ، وإسقاط خطبة العلوي ، صاحب مصر ، وترك الأذان بحي على خير العمل فأعطاه السلطان ثلاثين ألف دينار ، وخلعا نفيسة ، وأجرى له كل سنة عشرة آلاف دينار ، وقال : إذا فعل أمير ( المدينة مهنأ ) كذلك ، أعطيناه عشرين ألف دينار ، وكل سنة خمسة آلاف دينار . وسبب ذلك: ذلة المصريين بالقحط المفرط سنين متوالية، حتى أكل الناس الناس، وبلغ الإردب مائة دينار، وأبيع الكلب بخمسة دنانير، والهر بثلاثة دنانير.

وحكى صاحب «المرآة» : (أن امرأة خرجت من القاهرة ومعها مد جوهر، فقالت: من يأخذه بمد بر؟ فلم يلتفت إليها أحد).

وقال بعضهم يهنئ القائم:


وقد علم المصري أن جنوده سنو يوسف فيها وطاعون عمواس     أقامت به حتى استراب بنفسه
وأوجس منها خيفة أي إيجاس

التالي السابق


الخدمات العلمية