ذكر ملك السلطان ألب أرسلان قلعة فضلون بفارس .

في هذه السنة سير السلطان ألب أرسلان وزيره نظام الملك في عسكر إلى بلاد فارس ، وكان بها حصن من أمنع الحصون والمعاقل ، وفيه صاحبه فضلون ، وهو لا يعطي الطاعة ، فنازله وحصره ، ودعاه إلى طاعة السلطان فامتنع ، فقاتله فلم يبلغ بقتاله غرضا لعلو الحصن وارتفاعه ، فلم يطل مقامهم عليه حتى نادى أهل القلعة الأمان ليسلموا الحصن إليه ، فعجب الناس من ذلك .

وكان السبب فيه أن جميع الآبار التي بالقلعة غارت مياهها في ليلة واحدة فقادتهم ضرورة العطش إلى التسليم ، فلما طلبوا الأمان أمنهم نظام الملك ، وتسلم الحصن ، والتجأ فضلون إلى قلة القلعة ، وهي أعلى موضع فيها ، وفيه بناء مرتفع ، فاحتمى فيها ، فسير نظام الملك طائفة من العسكر إلى الموضع الذي فيه أهل فضلون وأقاربه ليحملوهم إليه وينهبوا مالهم ، فسمع فضلون الخبر ، ففارق موضعه مستخفيا فيمن عنده من الجند ، وسار ليمنع عن أهله ، فاستقبلته طلائع نظام الملك ، فخافهم ، فتفرق من معه ، واختفى في نبات الأرض ، فوقع فيه بعض العسكر ، فأخذه أسيرا ، وحمله إلى نظام الملك ، فأخذه وسار به إلى السلطان فأمنه وأطلقه .

التالي السابق


الخدمات العلمية