ذكر
ملك السلطان ملكشاه ترمذ والهدنة بينه وبين صاحب سمرقند .
قد ذكرنا أن خاقان ألتكين صاحب سمرقند ملك ترمذ بعد قتل السلطان ألب أرسلان ، فلما استقامت الأمور للسلطان ملكشاه سار إلى ترمذ وحصرها ، وطم العسكر خندقها ، ورماها بالمجانيق ، فخاف من بها ، فطلبوا الأمان فأمنهم ، وخرجوا منها وسلموها .
وكان بها أخ لخاقان ألتكين ، فأكرمه السلطان ، وخلع عليه ( وأحسن إليه ) وأطلقه ، وسلم قلعة ترمذ إلى الأمير ساوتكين ، وأمره بعمارتها وتحصينها وعمارة سورها بالحجر المحكم ، وحفر خندقها وتعميقه ، ففعل ذلك .
وسار السلطان ملكشاه يريد سمرقند ، ففارقها صاحبها ، وأنفذ يطلب المصالحة ، ويضرع إلى نظام الملك في إجابته إلى ذلك ، ويعتذر من تعرضه إلى ترمذ ، فأجيب إلى ذلك ، واصطلحوا ، وعاد ملكشاه عنه إلى خراسان ، ثم منها إلى الري ، وأقطع بلخ وطخارستان لأخيه شهاب الدين تكش .