عود ابنة السلطان زوجة الخليفة إلى أبيها
وفي سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة أرسل السلطان إلى الخليفة يطلب ابنته طلبا لا بد منه .
وسبب ذلك أنها أرسلت تشكو من الخليفة ، وتذكر أنه كثير الاطراح لها ، والإعراض عنها ، فأذن لها في المسير ، فسارت في ربيع الأول ، وسار معها ابنها ( من الخليفة ) أبو الفضل جعفر بن المقتدي بأمر الله ، ومعهما سائر أرباب الدولة ، ومشى مع محفتها سعد الدولة كوهرائين ، وخدم دار الخلافة الأكابر ، وخرج الوزير وشيعهم إلى النهروان وعاد .
وسارت الخاتون إلى أصبهان ، فأقامت بها إلى ذي القعدة ، وتوفيت ، وجلس الوزير ببغداذ للعزاء سبعة أيام ، وأكثر الشعراء مراثيها ببغداذ ، وبعسكر السلطان . وفي سلخ ذي الحجة:
خرج أبو محمد التميمي وعفيف لتعزية السلطان ، فأما التميمي فعاد من أصبهان لأن السلطان توجه إلى ما وراء النهر وأكبر الخليفة عوده بغير إذن ، ويمم عفيف إلى السلطان .