من توفي في سنة خمس وثمانين وأربعمائة من الأكابر

أحمد بن إبراهيم بن عثمان ، أبو غالب الآدمي القاري أحمد بن إبراهيم بن عثمان ، أبو غالب الآدمي القاري .

سمع أبا علي بن شاذان وغيره ، روى عنه شيخنا عبد الوهاب ، وأثنى عليه ووصفه بالخير ، وكان حسن التلاوة لكتاب الله العزيز ، يقرأ بين أيدي الوعاظ ، توفي في ذي الحجة من هذه السنة ، ودفن بمقبرة باب أبرز .

جعفر بن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن ، أبو الفضل التميمي المعروف بالحكاك جعفر بن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن ، أبو الفضل التميمي المعروف بالحكاك من أهل مكة .

ولد سنة سبع عشرة ، وقيل: سنة ست وأربعمائة ، ورحل في طلب الحديث إلى الشام ، والعراق ، وفارس ، وخوزستان ، والجبل ، وأصبهان . وسمع من خلق كثير منهم: أبو نصر السجزي ، وأبو ذر الهروي وأكثر عن العراقيين ، وخرج لأبي الحسين ابن النقور أجزاء من مسموعاته ، وتكلم على الأحاديث بكلام حسن ، وكان حافظا متقنا أديبا فهما ثقة صدوقا خيرا ، وكان يترسل عن ابن أبي هاشم أمير مكة إلى الخلفاء والأمراء ، ويتولى ما يوقع له من مال وكسوة ، وكان من ذوي الهيئات النبلاء ، حدثنا عنه أشياخنا وآخر من حدث عنه أبو الفتح ابن البطي ، توفي يوم الجمعة رابع عشر صفر حين قدم من الحج ، وكانت وفاته بالكوفة ، ودفن في مقبرة البيع .

عبد الباقي بن محمد بن الحسين بن داود بن ناقيا ، أبو القاسم الشاعر عبد الباقي بن محمد بن الحسين بن داود بن ناقيا ، أبو القاسم الشاعر .

من أهل الحريم الطاهري ، ولد سنة عشر وأربعمائة ، وسمع أبا القاسم الخرقي وغيره ، وكان أديبا حدث عنه أشياخنا ، ورموه بأنه كان يرى رأي الأوائل ، ويطعن على الشريعة ، وقال شيخنا عبد الوهاب الأنماطي: ما كان يصلي ، وكان يقول في السماء نهر من خمر ، ونهر من لبن ، ونهر من عسل ما سقط منه شيء قط سقط هذا الذي يخرب البيوت ويهدم السقوف .

توفي في محرم هذه السنة ، ودفن بباب الشام ، وعن أبا الحسن علي بن محمد الدهان قال: دخلت على أبي القاسم بن ناقيا بعد موته لأغسله فوجدت يده مضمومة فاجتهدت على فتحها فإذا فيها مكتوب .


نزلت بجار لا يخيب ضيفه أرجى نجاتي من عذاب جهنم     وإني على خوفي من الله واثق
بإنعامه والله أكرم منعم

عبد الرحمن بن محمد ، أبو محمد العماني عبد الرحمن بن محمد ، أبو محمد العماني .

كان يتولى قضاء ربع الكرخ ببغداد ثم ولي قضاء البصرة .

وتوفي في رمضان هذه السنة .

مالك بن أحمد بن علي بن إبراهيم ، أبو عبد الله البانياسي مالك بن أحمد بن علي بن إبراهيم ، أبو عبد الله البانياسي .

وبانياس بلد من بلاد الغور قريب من فلسطين ، ولد سنة ثمان وتسعين ، وهذا الرجل له اسمان وكنيتان يقال له: أبو عبد الله مالك ، وأبو الحسن علي ، وكان يقول سماني أبي مالكا ، وكناني بأبي عبد الله ، وأسمتني أمي عليا ، وكنتني بأبي الحسن ، فأنا أعرف بهما لكنه اشتهر بما سماه أبوه ، سمع أبا الحسن بن الصلت وهو آخر من حدث عنه في الدنيا ، وسمع من أبي الفضل بن أبي الفوارس ، وأبا الحسين بن بشران ، وحدثنا عنه مشايخنا آخرهم أبو الفتح ابن البطي ، وكان ثقة .

واحترق بسوق الريحانيين يوم الثلاثاء بين الظهر والعصر تاسع عشر جمادى الآخرة من هذه السنة [وهلك فيه جماعة من الناس] فاحترق فيه مالك البانياسي ، وكان في غرفته ودفن يوم الأربعاء . وفيها توفي هبة الله بن عبد الوارث بن علي بن أحمد أبو القاسم الشيرازي الحافظ هبة الله بن عبد الوارث بن علي بن أحمد أبو القاسم الشيرازي الحافظ ، أحد الرحالين في طلب الحديث شرقا وغربا ، وقدم الموصل من العراق ، وهو الذي أظهر سماع " الجعديات " لأبي محمد الصريفيني ، ولم يكن يعرف ذلك . وكان هبة الله بن عبد الوارث يحكي عن والدته فاطمة بنت علي قالت: سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد المعروف بابن أبي زرعة الطبري قال: سافرت مع أبي إلى مكة فأصابتنا فاقة شديدة فدخلنا مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وبتنا طاويين ، وكنت دون البالغ ، فكنت أجيء إلى أبي وأقول: أنا جائع . فأتى بي أبي إلى الحضرة وقال: يا رسول الله ، أنا ضيفك الليلة . وجلس فلما كان بعد ساعة رفع رأسه وجعل يبكي ساعة ، ويضحك ساعة . فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع في يدي دراهم ، ففتح يده فإذا فيها دراهم وبارك الله فيها إلى أن رجعنا إلى شيراز وكنا ننفق منها . توفي هبة الله في هذه السنة . بمرو ، وكانت علته البطن ، فقام في ليلة وفاته سبعين مرة أو نحوها ، في كل مرة يغتسل في النهر إلى أن توفي على الطهارة . رحمه الله وإيانا وجماعة المسلمين . المرزبان بن خسرو ، أبو الغنائم الملقب تاج الملك المرزبان بن خسرو ، أبو الغنائم الملقب تاج الملك .

وهو الذي بنى التاجية ببغداد ، وبنى تربة الشيخ أبي إسحاق ، وعمل لقبره ملبنا ، وكان قد زعم ملك شاه أن يستوزره بعد النظام فهلك ملك شاه ، فتولى أمر ابنه محمود ، وخرج ليقاتل بركيارق فقتل ، وقطعه غلمان النظام إربا إربا لما كانوا ينسبون إليه من قتل النظام ، ومثلوا به وذلك في ذي الحجة من هذه السنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية