ذكر عدة حوادث
في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، في شعبان ، وصل إلكيا أبو الحسن علي بن محمد الطبري المعروف بالهراس ، الفقيه الشافعي ، ولقبه عماد الدين شمس الإسلام ، برسالة من السلطان بركيارق إلى الخليفة ، وهو من أصحاب إمام الحرمين أبي المعالي الجويني ، ومولده خمسين وأربعمائة ، واعتنى بأمره مجد الملك البلاساني ، وقام له الوزير عميد الدولة بن جهير لما دخل عليه .
وفيها
قتل أبو القاسم ابن إمام الحرمين أبي المعالي الجويني بنيسابور ، وكان خطيبها ، واتهم العامة أبا البركات الثعلبي بأنه هو الذي سعى في قتله ، فوثبوا به فقتلوه وأكلوا لحمه .
وفيها كان بخراسان غلاء شديد ، تعذرت فيه الأقوات ، ودام سنتين ، وكان سببه أن البرد أهلك الزروع جميعها ، ولحق الناس بعده وباء جارف ، فمات منهم خلق كثير عجزوا عن دفنهم لكثرتهم .
وفي سنة اثنتين وتسعين: انتشرت دعوة الباطنية بأصبهان. وفي هذه السنة غلت الأسعار جدا ببغداد حتى مات كثير من الناس جوعا وأصابهم وباء شديد حتى عجزوا عن دفن الموتى من كثرتهم . وفيها: نقل المصحف العثماني من طبرية إلى دمشق ; خوفا عليه، وخرج الناس لتلقيه، فآووه في خزانة بمقصورة الجامع.