ما فعل بهم العامة بأصبهان

استفحل أمر الباطنية بأصبهان لما مات ملك شاه ، فآل الأمر إلى أنهم كانوا يسرقون الإنسان فيقتلونه ويلقونه في البئر ، فكان الإنسان إذا دنا وقت العصر ولم يعد إلى منزله يئسوا منه ، وفتش الناس المواضع ، فوجدوا امرأة في دار الأزج فوق حصير ، فأزالوها فوجدوا تحت الحصير أربعين قتيلا ، فقتلوا المرأة ، وأخربوا الدار والمحلة ، وكان يجلس رجل ضرير على باب الزقاق الذي فيه الدار ، فإذا مر به إنسان سأله أن يقوده خطوات إلى الزقاق ، فإذا حصل هناك جذبه من في الدار ، [واستولوا عليه] ، فجد المسلمون في طلبهم بأصبهان ، وقتلوا منهم خلقا كثيرا . ولما عمت هذه المصيبة الناس بأصبهان ، أذن الله تعالى في هتك أستارهم ، والانتقام منهم ، فاتفق أن رجلا دخل دار صديق له ، فرأى فيها ثيابا ، ومداسات وملابس لم يعهدها ، فخرج من عنده ، وتحدث بما كان ، فكشف الناس عنها ، فعلموا أنها من المقتولين .

وثار الناس كافة يبحثون عمن قتل منهم ، ويستكشفون ، فظهروا على الدروب التي هم فيها ، وإنهم كانوا إذا اجتاز بهم إنسان أخذوه إلى دار منهم وقتلوه وألقوه في بئر في الدار قد صنعت لذلك .

فتجرد للانتقام منهم أبو القاسم مسعود بن محمد الخجندي ، الفقيه الشافعي ، وجمع الجم الغفير بالأسلحة ، وأمر بحفر أخاديد ، وأوقد فيها النيران ، وجعل العامة يأتون بالباطنية أفواجا ومنفردين ، فيلقون في النار ، وجعلوا إنسانا على أخاديد النيران ، وسموه مالكا ، فقتلوا منهم خلقا كثيرا .

التالي السابق


الخدمات العلمية