ذكر عدة حوادث

في سنة أربع وتسعين وأربعمائة ، في شهر رمضان ، تقدم الخليفة المستظهر بالله بفتح جامع القصر ، وأن يصلى فيه صلاة التراويح ، ولم تكن جرت بذلك عادة ، وأمر بالجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، وهذا أيضا لم تجر به عادة ، وإنما ترك الجهر بالبسملة في جوامع بغداذ لأن العلويين أصحاب مصر كانوا يجهرون بها ، فترك ذلك مخالفة لهم لا اتباعا لمذهب أحمد الإمام ، وأمر أيضا بالقنوت على مذهب الشافعي ، فلما كانت الليلة التاسعة والعشرون ختم في جامع القصر ، وازدحم الناس عنده ، وكان زعيم الرؤساء أبو القاسم علي بن فخر الدولة بن جهير أخو عميد الدولة قد أطلق من الاعتقال ، فاختلط بالناس ، وخرج إلى ظاهر بغداذ من ثلمة في السور ، وسار إلى سيف الدولة صدقة بن مزيد ، فاستقبله وأنزله وأكرمه . [خطب الشريف أبو تمام ابن المهتدي بجامع القصر]

وفي عيد الفطر: خطب الشريف أبو تمام ابن المهتدي بجامع القصر ، فأراد أن يدعو لبركيارق فدعا للسلطان محمد غلطا لا عن قصد ، فأتى أصحاب بركيارق إلى الديوان وقالوا: قد ولف علينا ، فعزل ثم أعيد بعد جمعتين .

وفي يوم الأضحى: بعث الخليفة للسلطان منبرا فنصب في دار المملكة ، وصلى هناك الشريف أبو الكرم ، وأنفذ إليه جملا للأضحية ، وحربة للنحر ، وكان السلطان محموما ، فلم يمكنه النحر بيده. وفيها كانت

[ولاية أبي الفرج ابن السيبي قضاء باب الأزج]

أنه في المحرم ولي أبو الفرج ابن السيبي قضاء باب الأزج ، حين مرض حاكمها أبو المعالي عزيزي ، ولما توفي عزيزي وقع إلى أبي الفرج ابن السيبي أن ينوب عنه أبو سعيد المخرمي ، وتقررت وزارة الخليفة لأبي المحاسن عبد الجليل بن محمد الدهستاني ، وهو الذي استوزره بركيارق ، ولقبه نظام الدين ، وجددت عمارة ديوان الخليفة ونظريته ، وعين على حضوره فيه ، وإفاضة الخلع عليه يوم السبت سادس صفر ، فوصلت من بركيارق كتب تستدعيه ، فسارع إلى ذلك ، وبطل ما عزم عليه ، وشهد في جمادى الآخرة عند أبي الحسن الدامغاني أبو العباس أحمد بن سلامة الكرخي المعروف بابن الرطبي ، وأبو الفتح محمد بن عبد الجليل الساوي ، وأبو بكر محمد بن عبد الباقي شيخنا .

التالي السابق


الخدمات العلمية