من توفي في سنة تسع وتسعين وأربعمائة من الأكابر

سهل بن أحمد بن علي الأرغياني ، أبو الفتح الحاكم سهل بن أحمد بن علي الأرغياني ، أبو الفتح الحاكم:

وأرغيان قرية بنواحي نيسابور . سمع الحديث الكثير وتفقه ، وكان حافظا للمذهب ، وعلق أصول الفقه على الجويني ، وناظر ثم ترك المناظرة ، وبنى رباطا ووقف عليه وقوفا ، وتشاغل بقراءة القرآن ، وأدام التعبد .

وتوفي في محرم هذه السنة .

عمر بن المبارك بن عمر ، أبو الفوارس عمر بن المبارك بن عمر ، أبو الفوارس:

ولد سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة ، وقرأ القرآن ، وسمع الحديث من أبي القاسم بن بشران ، وأبي منصور السواق ، وأبي الحسن القزويني وغيرهم ، وأقرأ السنين الطويلة ، وختم القرآن عليه ألوف من الناس .

وروى الحديث الكثير ، فحدثنا عنه ابن بنته أبو محمد المقرئ ، وكان من كبار الصالحين الزاهدين المتعبدين حتى إنه كان له ورد بين العشائين يقرأ فيه سبعا من القرآن قائما وقاعدا ، فلم يقطعه مع علو السن .

وتوفي ضحى نهار يوم الأربعاء سادس عشر المحرم عن سبع وسبعين ممتعا بسمعه وبصره وعقله ، وأخرج من الغد فصلى عليه سبطه أبو محمد في جامع القصر ، وحضر جنازته ما لا يحد من الناس ، حتى أن الأشياخ ببغداد كانوا يقولون: ما رأينا جمعا قط هكذا ، لا جمع ابن القزويني [ولا جمع ابن الفراء] ولا جمع الشريف أبي جعفر ، وهذه الجموع التي تناهت إليها الكثرة ، وشغل الناس ذلك اليوم وفيما بعده عن المعاش ، فلم يقدر أحد من نقاد الباعة في ذلك الأسبوع على تحصيل نقده . وقال لي أبو محمد سبطه: دخل إلي رجل بعد رجوعي من قبر جدي ، فقال لي: رأيت مثل هذا الجمع قط؟ فقلت: لا ، فقال لي: ذاك من ها هنا خرج ، يشير إلى المسجد ويأمرني فيه بالاجتهاد .

ورئي أبو منصور في النوم ، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بتعليم الصبيان فاتحة الكتاب .

محمد بن عبد الله بن يحيى: أبو البركات ، ويعرف بابن الشيرجي ، وبابن الوكيل المقرئ محمد بن عبد الله بن يحيى: أبو البركات ، ويعرف بابن الشيرجي ، وبابن الوكيل المقرئ:

ولد يوم الجمعة العشرين من رمضان سنة ست وأربعمائة ، وقرأ القرآن على أبي العلاء الواسطي وغيره ، وسمع الحديث من أبي القاسم بن بشران وغيره ، وتفقه على أبي الطيب الطبري سنين ، وسكن الكرخ ، وروى عنه أشياخنا ، وكان يتهم بالاعتزال .

وتوفي يوم الثلاثاء خامس عشر ربيع الأول من هذه السنة ، ودفن في مقبرة الشونيزي .

محمد بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين ، أبو الفرج البصري محمد بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين ، أبو الفرج البصري:

قاضي البصرة ، سمع من علماء البصرة ، ثم ورد بغداد فسمع أبا الطيب الطبري ، وأبا القاسم التنوخي ، وأبا الحسن الماوردي ، وأبا محمد الجوهري ، وغيرهم . وسمع بالكوفة والأهواز وبواسط وغيرها ، وكان يعرف الآداب .

سمع من أبي القاسم الرقي ، وابن برهان ، وله فصاحة ومحفوظ كثير ، وكان ممن يخشع قلبه عند الذكر ويبكي ، وكانت له مروءة تامة .

توفي بالبصرة في محرم هذه السنة .

محمد بن محمد بن الطيب ، أبو الفضل الصباغ محمد بن محمد بن الطيب ، أبو الفضل الصباغ:

ولد في ذي الحجة سنة عشرين وأربعمائة ، وسمع أبا القاسم بن بشران ، وحدثنا عنه أشياخنا .

وتوفي يوم السبت غرة ربيع الأول ، ودفن بباب حرب .

مهارش بن مجلي ، أبو الحارث مهارش بن مجلي ، أبو الحارث .

صاحب الحديثة ، وهو الذي أكرم القائم بأمر الله ، وفعل معه الجميل الذي قد سبق ذكره حين خرج القائم بأمر الله من داره يوم فتنة البساسيري ، وكان كثير الصلاة والصدقة ، محبا للخير ، فبلغ ثمانين سنة .

توفي في هذه السنة . وممن توفي فيها من الأعيان :

محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن عبد الرزاق محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن عبد الرزاق

أبو منصور الخياط ، أحد القراء والصلحاء ، ختم ألوفا من الختمات ، وختم عليه ألوف من الناس ، وأسمع الحديث الكثير ، وحين توفي اجتمع العالم في جنازته اجتماعا لم يعهد مثله في جنازة بتلك الأزمان ، وكان عمره يوم توفي سبعا وتسعين سنة ؛ رحمه الله ، وقد رآه بعضهم في المنام فقال له : ما فعل بك ربك ؟ فقال غفر لي بتعليمي الصبيان الفاتحة .

أبو العلاء صاعد بن أبي محمد النيسابوري الحنفي وفيها قتل القاضي أبو العلاء صاعد بن أبي محمد النيسابوري الحنفي بجامع أصبهان ، قتله باطني .

أبو الفوارس الحسين بن علي بن الحسين بن الخازن وفيها توفي أبو الفوارس الحسين بن علي بن الحسين بن الخازن ، صاحب الخط الجيد ، وعمره سبعون سنة ، قيل إنه كتب خمسمائة ختمة .

وفيها ، في المحرم ، توفي القاضي أبو الفرج عبيد الله بن الحسن ، قاضي البصرة ، وله ثلاث وثمانون سنة ، وكان من الفقهاء الشافعية المشهورين ، تفقه على الماوردي ، وأبي إسحاق ، وأخذ النحو عن الرقي ، والدهان ، وابن برهان ، وكان عفيفا ، مقدما عند الخلفاء والسلاطين .

التالي السابق


الخدمات العلمية