ذكر عدة حوادث
في سنة تسع وخمسمائة، في رجب ، قدم السلطان محمد بغداذ ، ووصل إليه أتابك طغتكين ، صاحب دمشق في ذي القعدة ، وسأل الرضا عنه ، فرضي عنه السلطان ، وخلع عليه ، ورده إلى دمشق .
وفيها
أمر الإمام المستظهر بالله ببيع البدرية وهي منسوبة إلى بدر غلام المعتضد بالله ، وكانت من أحسن دور الخلفاء ، وكان ينزلها الراضي بالله ، ثم تهدمت وصارت تلا ، فأمر القادر بالله أن يسور عليها سور ، لأنها مع الدار الإمامية ، ففعل ذلك ، فلما كان الآن أمر ببيعها ، فبيعت ، وعمرها الناس .
وفيها ، في شعبان ، وقعت الفتنة بين العامة ، وسببها أن الناس لما عادوا من زيارة مصعب اختصموا على من يدخل أولا ، فاقتتلوا ، وقتل بينهم جماعة ، وعادت الفتن بين أهل المحال كما كانت ، ثم سكنت .
وفيها أقطع السلطان محمد الموصل وما كان بيد آقسنقر البرسقي للأمير جيوش بك ، وسير ولده الملك مسعودا ، وأقام البرسقي بالرحبة ، وهي إقطاعه ، إلى أن توفي السلطان محمد . ومن الحوادث فيها:
أنه تكاملت عمارة الدار التي استجدها بهروز الخادم من الدار السلطانية ، وحمل إليها أعيان الدولة الفروش الحسنة والكسى الرائقة ، واستدعى القراء والفقهاء والقضاة والصوفية ، فقرؤوا فيها القرآن ثلاثة أيام متوالية .
ووقع حريق في قراح أبي الشحم في جمادى الأولى ، فهلكت فيه آدر ودكاكين كثيرة .