ذكر
حصر سنجر خوارزم وصلحه مع خوارزم شاه
قد ذكرنا سنة اثنتين وثلاثين [ وخمسمائة ] مسير سنجر إلى خوارزم وملكه لها ، وعود أتسز خوارزم شاه إليها وأخذها ، وما كان منه بخراسان بعد ذلك ، فلما كان في هذه السنة سار السلطان سنجر إلى خوارزم ، فجمع خوارزم شاه عساكره ، وتحصن بالمدينة ، ولم يخرج منها لقتال ، لعلمه أنه لا يقوى لسنجر .
وكان القتال يجري بين الفريقين من وراء السور ، فاتفق [ في ] يوم من بعض الأيام أن هجم أمير من أمراء سنجر اسمه سنقر على البلد من الجانب الشرقي ودخله ، ودخل أمير آخر اسمه مثقال التاجي من الجانب الغربي ، فلم يبق غير ملكه قهرا وعنوة ، وانصرف مثقال عن البلد حسدا لسنقر ، فقوي عليه خوارزم شاه أتسز ، فأخرجه من البلد ، وبقي سنقر وحده ، واشتد في حفظه ، فلما رأى السلطان قوة البلد ، وامتناعه عزم على العود إلى مرو ، ولم يمكنه من غير قاعدة تستقر بينهما ، فاتفق أن خوارزم شاه أرسل رسلا يبذل المال والطاعة والخدمة ، ويعود إلى ما كان عليه من الانقياد ، فأجابه إلى ذلك واصطلحا ، وعاد سنجر إلى مرو ، وأقام خوارزم شاه بخوارزم .