ملك الكرج أرجيش وعودهم عنها
في سنة خمس وستمائة سارت الكرج في جموعها إلى ولاية خلاط ، وقصدوا مدينة أرجيش ، فحصروها وملكوها عنوة ، ونهبوا جميع ما بها من الأموال والأمتعة وغيرها ، وأسروا وسبوا أهلها ، وأحرقوها ، وخربوها بالكلية ، ولم يبق بها من أهلها أحد ; فأصبحت خاوية على عروشها كأن لم تغن بالأمس .
وكان نجم الدين أيوب ، صاحب أرمينية ، بمدينة خلاط ، وعنده كثير من العساكر ، فلم يقدم على الكرج لأسباب : منها كثرتهم ، وخوفه من أهل خلاط ; لما كان أسلف إليهم من القتل والأذى خاف أن يخرج منها فلا يمكن من العود إليها ، فلما لم يخرج إلى قتال الكرج ، عادوا إلى بلادهم سالمين لم يذعرهم ذاعر ، وهذا جميعه ، وإن كان عظيما شديدا على الإسلام وأهله ، فإنه يسير بالنسبة إلى ما كان مما نذكره سنة أربع عشرة إلى سنة سبع عشرة وستمائة .